كيفية التخلص من التسويف والمماطلة

“لا تؤجل عمل اليوم للغد” حكمة شهيرة يعرفها الجميع لكن قلة من يطبقها بالفعل، وببساطة شديدة يمكننا القول بأنها هي مفتاح الإجابة على سؤال كيفية التخلص من التسويف والمماطلة؟ فأقصر الطرق للتخلص من عادة التأجيل هي بأن تبدأ وتنتهي مما يجب عليك القيام به، ومن خلال السطور التالية سنأخذ بيديك عزيزي القارئ ونضعك على بداية الطريق لتتمكن من التخلص من عادة التسويف من اليوم وإلى الأبد.

تأثير التسويف على حياة الفرد

تأجيل الأعمال والخطط لوقت لاحق لحين تصبح الظروف أفضل أو حتى تكون مستعداً لها لن تأتي بنتائج جيدة وستترك حياتك في حالة من الفوضى ولابد أنك تعي ذلك جيداً، وحتى تسارع في النظر لهذه المسألة بشكل أكثر جدية، نسلط الضوء فيما يلي على التأثير السلبي الذي يمكن أن تخلفه عادة المماطلة على حياتك:

  • ضياع الوقت هو أسوأ نتائج المماطلة على الإطلاق، فستمر السنين وستظل أنت في نفس المكان الذي كان من المفترض بك تخطيه منذ زمن بعيد.
  • فقدان الكثير من الفرص التي ربما كان الكثير منها ليغير مسار حياتك بشكل كبير، ومن المؤسف أن الحياة ربما لن تعطيك ذات الفرصة مرتين.
  • لكل منا أحلامه وأهدافه في الحياة التي تساعده على تغيير حياته للأفضل، وعادة التسويف ستحرمك من تحقيق أهدافك وتجعلها أبعد يوماً بعد يوم.
  • المماطلة ستدمر حياتك المهنية عاجلاً أم آجلاً، فإن لم تفقد وظيفتك كأسوء تقدير فإنك بلا شك لن تحصل على ترقيات وسيتفوق عليك أصغر زملائك.
  • يدمر التسويف احترامك لذاتك وثقتك في نفسك بشكل بطيء لكن ثابت ونتائجه تكون وخيمة على المدى البعيد، الأمر الذي سيؤدي لتدمير حياتك في نهاية المطاف.
  • من أسوأ آثار التسويف أيضاً هو اتخاذ قرارات سيئة ناتجة عن التعرض للضغط بسبب ضيق الوقت الناتج عن التأجيل في المقام الأول.
  • التسويف سيجعلك صاحب سمعة سيئة سواء في العمل أو المنزل أو مع أصدقائك، وسيفقد الجميع الثقة بك تدريجياً.
  • سيسبب لك القلق والتوتر الأمر الذي يؤثر بلا شك على صحتك النفسية والعقلية بمرور الوقت، وكل هذا قد يسبب مشكلات صحية لك على المدى البعيد.
  • حتماً وبلا شك ستتأثر علاقاتك الاجتماعية بالتأجيل والأعذار المتكررة التي ربما لن يتقبلها البعض، بالتالي ربما تفقد بعض الأصدقاء بمرور الوقت.
  • سيحرمك التسويف من الشعور بالسعادة والمتعة في حياتك، فالراحة المؤقتة الناتجة عن تأجيل الأعمال يتبعها ضغط وتوتر وإجهاد لإتمام الأعمال المتراكمة في الوقت المحدد.

أهمية علاج المماطلة والتسويف

يجب ألا يكون الإطلاع على النتائج السلبية للتسويف مسألة تسبب لك إحباط، فالتغيير لا زال ممكناً في أي وقت عليك فقط أن تتخذ خطوات ثابتة وواضحة تجاهه وسترى بنفسك تغيير حياتك للأفضل، وحتى نشجعك على سرعة اتخاذ قرار التخلص من التسويف نوافيك فيما يلي بالنتائج الإيجابية التي ستحصدها حينما تتوقف عن تأجيل ما يجب عليك فعله لوقت لاحق:

  • حينما تتحرر من عادة التسويف فأنك ستتمكن أخيراً من اتخاذ خطوات واضحة نحو أهدافك وستصبح يوماً بعد يوم أقرب لتحقيق أحلامك.
  • التسويف كالسجن يحبس إمكاناتك ويجعلك دائماً ترضى بأقل القليل، لكن حينما تهرب منه ستعيد اكتشاف نفسك من جديد وتعرف أنك تمتلك الكثير من القدرات والإمكانات الاستثنائية.
  • حينما تتخلص من التسويف ستتمكن أخيراً من  استعادة السيطرة على حياتك والتخطيط لها كما تشاء.
  • حينما تتخلص من قيود التسويف ستصبح أكثر قدرة ووعي على الاستجابة بسرعة للفرص واغتنامها قبل فوات الأوان.
  • المماطلة تجبرك عادةً على اتخاذ قرارات معينة فلا يوجد أمامك سواها، لكن عند التحرر من قيودها ستمتلك الوقت والفرصة لاتخاذ أفضل القرارات.
  • أن تفعل ما تعد به الآخرين مسألة ستجعلك جديراً بثقتهم وهذا تحديداً ما ستجنيه بمرور الوقت عند التخلص من التسويف.
  • التعامل المبكر مع معظم الأمور يمنعها من التفاقم، لذا فالتخلص من المماطلة سيساعدك على التعامل مع القط قبل أن يتحول لأسد ويلتهمك.
  • لن تكون مضطراً للتعامل مع الندم بعد اليوم كونه واحد من أسوء نتائج عادة التسويف التي تصاحبك عادةً لبقية حياتك إن لم تتحرر منها في أسرع وقت ممكن.
  • ستلاحظ أن جميع أمور حياتك تسير بسلاسة وببساطة فلن تكون مضطر لإنهاء مهامك أو القيام بعملك تحت ضغط.
  • ستحظى بمزيد من الوقت الذي يمكنك استغلاله في قضاء مزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء أو في تطوير مهاراتك وقدراتك.

كيفية التخلص من التسويف

البحث عن إجابة لسؤال كيف أتخلص من التسويف وأتوقف عن المماطلة؟ هي مسألة تدل على كونك شخص حريص على تغيير حياته للأفضل وعلى استعداد لبذل الجهود اللازمة لذلك، وبعد الاطلاع على سلبيات التسويف وإيجابيات التخلص منه نوافيك فيما يلي بمجموعة من الخطوات الرئيسية التي يجب عليك اتخاذها كإجابة تفصيلية عن هذا السؤال:

وضع قائمة بالمهام

إعداد قائمة بالمهام التي يتوجب عليك القيام بها في المستقبل القريب مسألة بسيطة للغاية ستمكنك من تنظيم وقتك وإدارة يومك بنجاح، فعادةً ما يدفعك لتأجيل المهام لوقت لاحق هو عدم قدرتك على تنظيم وقتك بينها، لذا بدلاً من العمل بشكل عشوائي عليك أن تعد قائمة يومية أو أسبوعية أو شهرية بما يناسب طبيعة عملك والمهام المطلوبة منك لتتمكن من إنجاز أعمالك.

لكن من الجدير بالذكر أن تكدس القائمة بالمهام التي تريد إنجازها لا يعد أمراً كافياً فمن الضروري أن تحدد موعد نهائي للانتهاء من كل منها، هذا الأمر سيدفعك للانتهاء من مهامك الواحدة تلو الأخرى دون تأخير  فحينما تعلم أن انتهاء المهمة الأولى يجب أن يتم بحلول الساعة الثانية ستبادر للبدء بها لمعرفتك أن تأجيلها سيؤدي لعرقلة بقية المهام الأخرى وستعود للتسويف من جديد.

تحديد الأولويات

حتى تتعلم كيف تتخلص من التسويف، عليك أن تتعلم في البداية كيف تحدد أولوياتك، فالخطوة التي تلي إعداد قائمة المهام هي ترتيبها وفقاً لأولويات الانتهاء منها، وببساطة يمكنك أن تتبع النمط التالي في تحديد الأولوية بين مهامك بأن تقسم الصفحة لأربعة أجزاء تتضمن ما يلي:

  • مهم وعاجل.
  • غير مهم وعاجل.
  • مهم وغير عاجل.
  • غير مهم وغير عاجل.

باتباع هذه الطريقة ستتمكن من معرفة أي المهام عليك البدء به على الفور وأي المهام التي يمكنك أن تدفعها لنهاية القائمة أو ربما ليوم آخر، كما يمكنك أن تحدد أي المهام التي يمكنك الانتهاء منها بالاستعانة بمساعدة من الآخرين.

تقسيم المهام الكبيرة

المسألة التي ربما تعيقك عن إتمام مهامك في الوقت المحدد واللجوء للتسويف هو اعتقادك أنها ستتطلب وقت طويل للغاية أو أنها صعبة، ولن تتمكن من إنجازها كما هو مطلوب، لذا تلجأ للهرب من إنجازها ببساطة، حسناً يمكننا أن نخبرك أن الحل يكمن في تقسيم المهمة التي تظن أنها كبيرة أو صعبة لمجموعة من المهام الصغيرة وتنجز كل واحدة منها على حِداً.

تقسيم المهمات لخطوات صغيرة يمكن إنجازها خلال وقت قصير ستشكل عاملاً يحفزك على اتخاذ المزيد من الخطوات حتى تصل لخط النهاية وتعلن فوزك على نفسك وتمكنك من إنجازك مهمتك خلال الوقت المطلوب منك، وفي بعض الأحيان ربما تفاجئ من إتمامك لها حتى قبل الوقت المحدد.

اقرأ أيضاً: جدول ترتيب الأولويات في الحياة

تخصيص وقت ومكان للعمل

تتمحور هذه الخطوة حول مساعدتك على التركيز فيما تقوم به بعيداً عن أية عوامل قد تشتت انتباهك، لذا عليك أن تحدد بكل وضوح أفضل وقت تكون به في أفضل حالاتك وتشعر بأنك ستكون أكثر إنتاجية وفاعلية خلاله ليكون الوقت الخاص بالعمل وبإنجاز المهام.

بعدها عليك أن تحدد مكان ليكون المساحة الخاصة بإتمام العمل مع التأكد من جاهزيته بكل ما ستحتاج إليه، والتي قد تكون على سبيل المثال مكتب صغير أو غرفة معينة، ومسألة تحديد مكان خاص بالعمل تزيد أهميتها ولا يمكنك تجاهلها إن كنت تعمل من المنزل، فتحديد وقت ومكان للعمل حيلة ستساعدك على الانضباط وستمنحك شعوراً بأهمية وجدية ما تقوم به.

البدء بالمهام الأكثر صعوبة

الخطأ المتكرر الذي يقع به الكثير من الأشخاص هو تأجيل المهام الأكثر صعوبة دائماً لحين الانتهاء من المهام الأكثر سهولة، ظناً منهم أن ذلك سيمنحهم دافعية أكبر لإتمامها، لكن النتيجة تأتي مخالفة لذلك وتظل هذه المهمة مؤجلة لحين اقتراب موعد الانتهاء منها، مما يسبب ضغط أكبر عليهم فينتهي الأمر بهم بالفشل.

لذا إن كنت ترغب بالفعل في تعلم كيفية التخلص من التسويف، عليك دائماً أن تبدأ يومك بأكثر المهام صعوبة، فذلك سيمنحك شعور بالثقة بالنفس وستشعر بأنك قد قطعت شوطاً كبيراً بالفعل، وستصبح أكثر حماساً للانتهاء من بقية المهام كونها بسيطة مقارنةً بما انتهيت منه حتى الآن.

الانتهاء من مهمة تلو الأخرى

هناك مسألة منتشرة بين الناس بكثرة وهي إمكانية الانتهاء من أكثر مهمة في ذات الوقت، ويمكننا أن نخبرك بكل بساطة أنها محض خرافة لا يمكنك أبداً أن تلجأ لها، فقد يفلح الأمر مع المهام البسيطة مثل الرد على الهاتف أثناء ترتيب المكتب، لكن مع المهام الأكبر منها لن تفلح وسينتهي الأمر بإفساد يومك وتركك محبطاً.

لذا عليك أن تنتبه لضرورة القيام بمهمة واحدة فقط ثم تنتقل لما يليها عند الانتهاء منها، بذلك ستتمكن من إتمام كل مهمة بأفضل شكل ممكن لها، وستدرب عقلك على مقاومة التسويف، فالتكرار سيساعدك على التخلص من التسويف في أقرب وقت ممكن.

التخلص من عوامل التشتيت

واحدة من أهم الخطوات التي ستساعدك على التخلص من التسويف والمماطلة هي التأكد من إزالة كافة عوامل التشتيت التي تدفعك لتأجيل عملك لوقت لاحق، لذا عليك أن تتأكد من التخلص من مختلف عوامل التشتيت من مكان عملك التي تجعل المماطلة قراراً يسهل عليك اتخاذه.

عوامل التشتيت كثيرة وتختلف من شخص لآخر لكن هناك عوامل شائعة ومشتركة بين الجميع مثل الهاتف الجوال المليء بالتطبيقات المسلية مثل تطبيقات منصات التواصل الاجتماعي أو الألعاب، وقد تكون الحديث مع زملاء العمل أو حيوان أليف في المنزل أو الأحاديث الجانبية للعائلة وغيرها الكثير، لذا ننصحك بأن تكرس وقت من يومك قبل البدء بتحضير قائمة المهام لتحضير قائمة بالمشتتات وطرق التخلص منها حتى تكون أكثر إنتاجية وتلتزم بالخطة المحددة للعمل.

اتباع قاعدة الدقائق

في بعض الأحيان ربما تواجه شعوراً بأنك حقاً لا ترغب في القيام بإحدى المهام وهنا يحين وقت هذه الخدعة النفسية التي ستساعدك على إتمام تلك المهمة بنجاح حتى دون أن تشعر وهي قاعدة الدقائق، ببساطة الأمر يتمحور حول قيامك بتحديد 10 دقائق فقط على سبيل المثال للعمل على المهمة وبعدها ستتابع العمل عليها دون أن تشعر فلن تتوقف بعد انتهاء العشر دقائق بالطبع.

المسألة تتعلق بخداع النفس، فحينما تخدع نفسك بأنك ستعمل على هذه المهمة لمدة عشر دقائق وحسب وبعدها يمكنك التوقف لن تبدو هذه الفكرة سيئة، بعدها ستتابع العمل وستشعر براحة كبيرة بعد مرور العشر دقائق وستتمكن من إتمام مهمتك بنجاح.

لا تسعى وراء المثالية

السعي وراء المثالية والكمال هو أول ما يحول بيننا وبين التقدم نحو المستقبل، لذا عليك أن تعي تماماً طبيعتك البشرية وأن الكمال غاية لا يمكننا تحقيقها على الأرض، لذا لا مانع من أن تسعى لإتمام المهام بأفضل شكل ممكن، لكن عليك أن تنتبه من الوقوع في فخ المثالية كونها أول الطرق التي تؤدي للتسويف.

عليك أن تهون على نفسك ولا تحزن أو يصبك الإحباط حينما لا تتمكن من إتمام قائمة مهامك كلها طالما أنك بذلت كل ما في وسعك واجعل تركيزك منصباً على ما تمكنت من تحقيقه بالفعل، فنحن هنا كي نحاول ونتعلم كل يوم من الذي يسبقه وحتى وإن لم نتمكن من الوصول لما نريده اليوم، إلا أننا سنصل ذات يوم ما دامت خطانا ثابتة في اتجاه المستقبل.

لا تنسى مكافأة نفسك

عند محاولتك للتخلص من التسويف، عليك ألا تكون قاسياً على نفسك فالجدية والالتزام في العمل مسألة مطلوبة وبالغة الأهمية، والأمر ذاته ينطبق على مسألة الترفيه عن النفس، لذا لا يمكنك أن تستخف بمنح نفسك مكافأة بين الحين والآخر حتى تتمكن من مواصلة العمل.

لذلك عليك أن تخصص وقت للراحة في جدول مهامك ففترات الراحة ستساعدك على إنعاش عقلك واستعادة كامل تركيزك من جديد لتتمكن من مواصلة العمل بفاعلية، فلا يمكنك أن تستمر في العمل لساعات طويلة بنفس مقدار الطاقة التي بدأت بها، لذا عليك أن تخصص وقت للراحة بملئ إرادتك لستعيد طاقتك كي لا تجد نفسك في نصف العمل تبحث عن مصدر إلهاء لتبتعد عن العمل قليلاً، لكن الفارق هنا أنك ربما لن تكمل العمل في ذات اليوم وسينتهي الأمر بك بتأجيله.

نصائح هامة لمعالجة التسويف

الخطوات السابقة ستساعدك بلا شك عند اتباعها على التخلص من التسويف، لكن دون اتباع النصائح التالية بعناية شديدة فسيكون مصير مغامرة التغيير التي تنوي خوضها لإنقاذ نفسك من قيود التسويف محتوماً بالفشل، فاكتساب عادة سواء كانت سلبية أو إيجابية مسألة غاية في السهولة لكن التخلص من واحدة هي مسألة ليست بالمستحيلة لكنها معقدة للغاية وتتطلب منك التحلي بالصفات التالية حتى تتمكن من النجاة:

الجدية

حتى تتمكن من معالجة التسويف والمماطلة وتبدأ في إتمام مهامك والانتهاء من أعمالك في الوقت المحدد  يجب أن تتحلى بأعلى درجات الجدية، فلا يمكنك التساهل مع نفسك على الإطلاق وترك نفسك للأعذار الواهية التي لن تفيدك وستجلب لحياتك المزيد من الدمار، لذا يجب أن تكون حازماً للغاية عند اتخاذ قرار التخلص من هذه العادة واعياً بمدى خطورتها على حياتك وبأهمية التخلص منها في أقرب وقت ممكن، وبأنه لا يوجد مجال للتهاون معها بعد الآن.

الانضباط

يمكنك أن تضع خطة جيدة حتى تتمكن من التخلص من المماطلة لكن دون أن تتحلى بالانضباط لإتمام هذه الخطة برغم كل العوائق والعقبات لن تتمكن من النجاح، فالالتزام هو السر وراء نجاح البعض في تغيير حياتهم للأفضل فالجميع يمتلك الفرصة لتغيير نفسه لكن قلة من يتحلى بالالتزام لتحقيق هذا الأمر، لذلك عليك أن تنتبه جيداً وتعي تماماً أنك لا تتوقف عن القيام بشيء ما حينما يصيبك التعب أو تشعر بالملل أو تواجه مشكلة، بل تتوقف حينما تنتهي من القيام به وتتمكن من إتمامه على أكمل وجه مهما تطلب الأمر.

المثابرة

السعي في هذه الحياة لتغيير عاداتك السلبية واكتساب عادات إيجابية مشابه تماماً لخوض سباق لكن الاختلاف هنا أنك الخصم، لذا عليك أن تثابر وتسعى بكل ما أوتيت من طاقة لتصل إلى خط النهاية، فرحلة التغيير قد تبدو ممتعة في البداية وحماسية خاصةً حينما تكون طاقة الشغف لديك في أعلى مستوى لها، لكن عليك أن تعلم أن الأمر لن يكون بهذه السهولة وأن شغفك سيقل بالتدريج كلما تقدمت للأمام وحينها سبيلك للنجاة سيكون مدى رغبتك الحقيقية في النجاح.

الإيجابية

إقدامك على التغيير والمثابرة لتحقيق هذا الأمر هو فوز وانتصار في حد ذاته يستحق منك الاحتفاء به، وحتى تتمكن من مواصلة طريقك الذي لن يكون ممهداً ومزيناً بالزهور، عليك أن تتحلى بالإيجابية والتفاؤل بما هو قادم، فلن تفوز في كل معركة ستخوضها خلال رحلة التغيير لكن هذا يجب ألا يحبطك ويهدم عزمك.

لذا عليك أن تكون متفائلاً على الدوام بغض النظر عن النتائج فحتى وإن خسرت مرة فسوف تتعلم من أخطائك و تنجح في المرة المقبلة فالفشل في حد ذاته لا يعني أنك غير كفؤ بل يعني أنك ارتكبت خطأً عليك فقط إصلاحه المرة القادمة، أيضاً يجب التنويه إلى أن التفاؤل يأتي من داخلك ومن الأشخاص المحيطة بك، لذا عليك أن تحيط نفسك بالأشخاص الإيجابيين ممن يشجعوك على المضي قدماً للأمام لا من يحبطون عزائمك.

التحلي بالمسؤولية

مما يجب عليك أن ترسخه في أعماق نفسك هو ضرورة تحليك بالمسئولية تجاه نفسك والآخرين، فأنت الآن على وشك خوض معركة لن تكون سهلة على الإطلاق حتى تتمكن من التخلص من عادة التسويف، لذا عليك أن تتحمل المسئولية كاملة تجاه نفسك حتى تتمكن من الوصول لغايتك، أيضاً في العمل أو المنزل أو حتى بين أصدقائك، عليك أن تتحمل المسؤولية تجاههم فالجميع يعتمد عليك في شيء ما، لذا عليك ألا تخذلهم مرة أخرى بعد اليوم مهما حدث.

دون يومياتك

حسناً واحدة من الأمور الهامة التي ستساعدك على التقدم للأمام وأنت مفعم بالطاقة والحيوية والحماس هي رؤية مدى التقدم الذي تمكنت من إحرازه وحتى تتمكن من متابعة هذا الأمر ننصحك بتدوين يومياتك بما تحمله من صعاب وتحديات ومقاومة، ومتى أصابك إحباط أو شعرت أنك لم تحرز تقدم كافٍ، عليك أن تعود لدفتر يومياتك وقائمة مهامك، لترى بنفسك الفارق بين نقطة الانطلاق وبين النقطة التي تقف عندها اليوم، وستتأكد بنفسك أنك لم تعد الشخص نفسه.

شارك صديقاً رحلتك

واحدة من الأمور التي تشجعك على إكمال رحلة التغيير حتى النهاية هي مشاركة صديق أو شخص مقرب منك تفاصيل هذه المغامرة بما تحمله من أيام رائعة وغاية في الصعوبة؛ فالثناء الذي ستلقاه من صديقك لما حققته من تقدم سيضاعف حماسك لتكمل ما بدأته، ومن ناحية أخرى حينما تقف في منتصف الطريق حائراً أو محبطاً ستجد من يدفعك للأمام، لذا عليك أن تفكر جيداً فيمن يمكن أن تأتمنه على رحلة تغييرك ليكون عوناً لك عند الضيق.

التخلص من التسويف رحلة شاقة، لكن نتائجها تستحق بلا شك خوضها وحتى تكون هذه الرحلة ممتعة لك، ننصحك بأن تركز انتباهك على ما ستجنيه من ثمار خلال الطريق وألا توجه اهتمامك نحو خط النهاية فحسب، فالكنز والمتعة في الطريق لا في الوصول.

اقرأ أيضاً: ماهي أسباب التسويف 

قد يعجبك ايضا