أفضل أساليب القيادة المختلفة

تتعدد أساليب القيادة ولكن لا يوجد أسلوب مثالي كما يعتقد الكثير؛ يتغير الأسلوب حسب عدة عوامل؛ كظروف العمل وحالة الفريق الذي تديره، ومن المعتقدات الخطأ أيضًا فيما يتعلق بالقيادة أنها تتوقف على نسبة ذكاء المدير لكن هذا خطأ؛ فالذكاء الوجداني النسبة الأكبر في نجاح القائد ونجاح العمل بشكل عام، وسنتناول هذه النقطة بشكل تفصيلي لتفهمها أكثر.

معنى القيادة

القيادة هي المعنى المرادف للإدارة الحكيمة، وهي مجموعة السلوكيات المختلفة التي يستخدمها القائد مع فريق العمل بحيث يبلغوا الأهداف، والنقطة التي تميز القائد الناجح عن غير الناجح هي نسبة ذكائه العاطفي أو الوجداني وليس الذكاء العقلي فقط، فيعتقد الكثير أنه لابد أن يتسم القائد بشدة ذكائه وخبراته في العمل لكن الحقيقة أن القيادة الناجحة تتوقف بنسبة صغيرة على الذكاء العقلي وبنسبة كبيرة على الذكاء العاطفي، فقد يمتلك المدير ذكاء عالٍ ولكن غير اجتماعي ولا يقدر مشاعر الفريق مما يؤدي في النهاية إلى فشله في الإدارة أو القيادة.

الاحتراق الوظيفي وعلاقته بأساليب القيادة

يعني الاحتراق الوظيفي عدم رغبة الموظف أو العامل في العمل لأسباب مختلفة، منها عدم القدرة على التناغم مع زملائه بسبب المشاحنات بينهم، أو قلة العائد المادي مقابل ما يقدمه من مجهود وإنتاج، أو الشدة والسيطرة التي يواجهها من قبل المدير؛ عليك أن تتخير أسلوب قيادة يحل أيًا من هذه المشكلات الثلاثة حتى تنهي مصطلح الاحتراق الوظيفي بين أعضاء فريقك، طبق هذه المشكلات الثلاثة قبل تطبيق أي أسلوب من أساليب القيادة التي سنتحدث عنها بالتفصيل في السطور القادمة.

أساليب القيادة

أساليب القيادة مختلفة كما ذكرنا في المقدمة ولكن كلها مهمة وستجد نفسك تستخدمها حسب الهدف والظروف وفريق العمل، على سبيل المثال أنت تفضل أسلوب القيادة الديمقراطي ولكن ماذا لو كان هذا الأسلوب يأتي بنتائج عكسية مع فريق العمل؟  أي وجدتهم أصبحوا متساهلين، غير منتجين كما سبق، لا يحترمون قوانين العمل، فهموا أسلوبك بشكل خطأ واعتقدوا أنك تقبل بالأخطاء ومتساهل … بالطبع ستغير هذا الأسلوب إلى أسلوب آخر، وهنا سنتحدث عن كل أسلوب بالتفصيل مع ذكر عيوبه ومميزاته:

أسلوب القيادة المتبصّرة

هذا الأسلوب غاية في الروعة ويعني قدرة القائد على الحصول على هدف مشترك للجميع؛ أهم ما في الأمر هو وضوح الهدف وليس طريقة الوصول إليه، وهذا ما يفعله القائد المتبصّر يشير إلى الهدف ويترك العنان لفكر ومجهود الفريق كلاً يصل إلى الهدف بطريقته، وهذه دعوة غير مباشرة للابتكار والإبداع.

تحديد الهدف هو الخطوة الأولى ثم تأتي بعدها طريقة الوصول إليه، وهي سبب من أسباب فشل بعض الشركات لأن الموظفون يعملون ولكن لا يعرفون الهدف مما يعملون، قد تؤدي هذا الأسلوب في النهاية إلى الأخفاق في الوصول إلى الهدف المحدد ولكن روح الابتكار وإعمال العقل بالطبع مع الوقت ستوصل الفريق لهدفه.

صفات القائد المتبصّر؟

فيما يلي أربع نقاط غاية في الأهمية تساعدك على تطبيق هذا الأسلوب في القيادة بسهولة:

  • حدد هدفًا مشوقًا لتجمع أنظار الفريق عليه وتجعله متحمس، هذا سيجعلهم يعملون بتركيز عالٍ.
  • كن شجاع على استعداد على تطبيق أي فكرة جديدة إبداعية، كما عليك أن تكون مستعدًا أن يُقابل هذا الإبداع بالفشل، ولكن تأكد أنك ستنجح في النهاية.
  • لابد أن توصلك الفكرة إلى هدفك، لذا فسأل نفسك هل هذه الفكرة تساعدني على تحقيق هدف الشركة؟
  • لا تجيب على السؤال بمفردك بل اجعل جميع العاملين يشاركون في الإجابة، وذلك لتخرج بكم كبير من الأفكار المبدعة التي تخدم الهدف.

القيادة الموجهة

تعني من اسمها اتباع أسلوب التوجيه، أي أن يوجه القائد فريقه ليتحسن ويعطي أفضل ما عنده، أي ينصحهم ويدعمهم، وهنا لا نقصد أن يحدد القائد للفريق ما يفعله في كل خطوة ولكن نقصد أن يحسن من شخصية كل فرد ليصبح أفضل وأفضل وفي النهاية يصبح الفريق كله كذلك وهذا يساعد على تحقق الهدف المطلوب.

من أفضل الطرق التي يمكن للقائد أن يوجه بها العمال الاجتماعات، وذلك لأنها تحدد المطلوب وتأتي بنتائج فعالة، وعليك كقائد أن تبتعد عن التركيز على نقاط ضعف العمال لأنها لن تأتي بنتيجة ولكن ركز على نقاط القوة لديهم، فنقاط القوة هي التي تكسبهم الثقة بأنفسهم وبالتالي يساعدوك على أن تصل للهدف الذي وضعته.

اقرأ أيضاً: القيادة الاستراتيجية ومكوناتها وعيوبها

نصائح لتصبح قائد موجه

لكي تصبح قائدًا موجهًا لفريق عملك عليك باتباع هذه النصائح:

  • خصص وقتًا لكل فرد في الفريق مهما كنت مشغولاً، غيِّر منه … اجعله يشعر بقيمته وبقدراته وأن يقدر على تقديم الأفضل.
  • اعقد اجتماع كل فترة لتسأل الفريق عن المشاكل والضغوطات التي واجهتهم في هذه الفترة، وحاول أن تحل هذه المشاكل من خلال نقاط القوة لديهم.

القيادة المتناغمة

إذا كان هناك خلافات ومشاكل وعدم راحة بين العمال فعليك باتباع هذا الأسلوب من القيادة، فيعني تحقيق التناغم والترابط بين جميع أعضاء فريق العمل مما يؤدي في النهاية إلى شعورهم بأنهم شخص واحد لا يفكرون إلا في تحقيق هدف واحد.

نصائح لتصبح قائد متناغم

إذا أردت أن تنهي على أي مشاعر سلبية من شأنها أن تحيل بين العمال وبين تحقيق هدفهم عليك باتباع ما يلي:

  • عليك بتقدير جهد العامل الذي يعمل بجد وألقى كلمة أمام الجميع لتشكره فيها، هذه الطريقة تدفعهم للتركيز في العمل بدلاً من المشاحنات.
  • فكر في أنشطة تقربهم من بعضهم وتدفع عندهم الخصومة.

القيادة الديمقراطية

يمكنك اتباع هذا الأسلوب إذا كنت غير متأكد بنسبة 100% من القرار الذي ستتخذه، هنا عليك باستشارة الفريق أو المجموعة بحيث تصل إلى رأي واحد بنسبة كبيرة، أي تأخذ بالفكرة التي حصلت على أكبر نسبة تصويت من العمال، وهذا الأسلوب هو المرادف لكلمة المشورة الذي كان يعمل بها الرسول صلى الله عليه وسلم.

نصائح هامة لتصبح قائدًا ديمقراطيًا

لكي تتصف بالقائد الديمقراطي عليك أن تفعل ما يلي:

  • اجمع العمال واقترح فكرة مبتكرة لتشعل روح المناقشة والمنافسة بينهم، وذلك من خلال جلسات العصف الذهني التي تساعدك على الخروج بكم كبير من الأفكار.
  • اجعل كل فرد في الفريق يشعر أنك تثق فيه وفي مهاراته وقدراته ليقدم لك أفكار جديدة وإبداعية، وكن عادلاً في إعطاء الجميع الفرصة في اتخاذ القرار.
  • ناقش كل فكرة حتى لو قررت عدم الأخذ بها، وفي ذلك تقدير لجهد صاحب الفكرة، فلا تنسى أنه أخذ من وقته للتفكير في فكرة من الممكن أن تُقابَل بالرفض.

أسلوب القيادة بتحديد وتيرة العمل

من أساليب القيادة السيئة ويعني تحديد وتيرة العمل أن يقوم القائد بتحديد ما على العمال أن يفعلوه أي يحدد كل خطوة حتى يصلوا في النهاية إلى الهدف، وهذا الأسلوب له كثير من الأضرار أبرزها رفض الفريق لما تقوله لأنك تجبر كل فرد أن يتصرف بالطريقة التي تريدها حتى ولو كانت لا تتناسب معه في حين أنه قادر على أن يوصلك بالهدف الذي تريده ولكن بطريقته الخاصة، لذا لا تتبع هذا الأسلوب طويلاً ووضح للعمال أنك تعرف أنك تجبرهم على ما يفعلون ولكن هذا أمر مؤقت.

نصائح لتصبح قائد تحدد وتيرة العمل

كما ذكرنا أن هذا الأسلوب له نتائج سلبية على العمال، ولتتفادى ذلك اتبع النصائح التالية:

  • قدر جهود كل عامل على حدى فهذه الطريقة تساعدك على أن يوافقوا عندما تطلب منه الكثير.
  • أخبرهم أن هذه الطريقة تساعدهم على أن يكوّنوا روابط فيما بينهم وأن هذا هو الوقت المثالي لتحقيق ذلك.

أسلوب القيادة الاستبدادية

هو الأسلوب المُناقد للأسلوب الديمقراطي، وفي القائد المستبد نجد أن رأيه هو الأول والأخير، لا يتقبل أي رأي مخالف، يتعامل بالقسوة والتهديد، ينشر روح الخوف والتوتر التي لا تؤدي إلى أي نتيجة إلا كره العمال لعملهم وينتظرون الفرصة لتركه.

كيف تتجنب هذا الأسلوب من القيادة

كما وضحنا هذا الأسلوب ضار جدًا ولا يأتي بأي نتيجة لذا عليك بما يلي لتتجنبه:

  • لا تأمر العمال بفعل أي شيء بل اجعل الأمر غير مباشر من خلال شرح ما الذي عليهم أن يقوموا به، لكن ابتعد عن صيغة الأمر تمامًا.
  • إذا كنت مضطر إلى استخدام هذا الأسلوب فعليك أن تخبرهم بأنه مؤقت حتى تمر الضائقة.

أسلوب القيادة التفويضية

فيه يوكل القائد جميع أعمال الشركة إلى الموظفين أو العمال، وذلك دون تحديد وقت معين أو لإنجاز المهام أو التزام بالقوانين، فالهدف هو الوصول لما يريدون، لأنه يثق في قدراتهم ومهاراتهم وقدرتهم على التفكير الإبداعي، ولكن هذا الأسلوب له نتائج سلبية فترك العنان كاملاً للعمال قد يؤدي إلى نشوب خلافات بينهم، وقد يواجه بعض العمال صعوبة في التغير، والثقة الكاملة قد تؤدي إلى بطئ تطور الشركة.

أسلوب القيادة التحويلية أو الداعمة

من أفضل أساليب القيادة الإدارية حيث نتائجها ممتازة جدًا، وفيه يهتم القائد بنشر الروح المعنوية الإيجابية بين العمال ويهتم برفاهيتهم وتحسين أدائهم وحل مشاكلهم، ويتسم بالحماس والشغف تجاه العمل ويمتلك نسبة كبيرة من الذكاء العاطفي أو الوجداني الذي بيينا أهميته في السطور الأولى.

وأجريت العديد من الدراسات على هذا الأسلوب وانتهت بأنها من أفضل الأساليب لأن ينتج عنها حالة من الرضى الجماعي بين العمال، وتؤدي إلى زيادة الإنتاج مع زيادة الجودة، لذا ننصحك أن تطبق هذا الأسلوب لأنه يوصلك بنسبة كبيرة جدًا إلى هدفك، لكن تجنب أن تفقد هيبتك بين العمال.

أسلوب القيادة التبادلية

هي قيادة محددة أي يحدد القائد أهداف معينة للعمال عليهم القيام بها مقابل المقابل المادي، والعمال يوافقون على ذلك من البداية ويبدأون عملهم على هذا الاتفاق، وبالطبع هناك عقاب لمن يخالف الاتفاق ولا يؤدي عمله بالشكل المطلوب، على الرغم من أن الأهداف المحددة واضحة وسهلة التطبيق إلا أن هذا الأسلوب منتشر في كثير من الشركات إلا أنه يؤدي إلى إعاقة التفكير والابتكار.

أسلوب القيادة الخدمية

وتعني توفير كل شيء يحتاجه الفريق لكي يتعاون ويحقق الهدف، وسميت بالقيادة الخدمية لأنها تخدم الهدف، والقائد هنا عضو من أعضاء الفريق لا يشعر العملاء بأن رئيسهم لأنه يتسم بالنزاهة والسخاء وحرصه على نشر الروح المعنوية بين الأفراد.

وأجريت العديد من الدراسات على هذا النوع وانتهت بأن له سلبيات عديدة؛ مثل أن القادة غير يتسمون بعدم القدرة على اتخاذ قرار سريع في وقت يلزم فيه ذلك، بالإضافة إلى أن أدائهم في العمل أقل مقارنة بالقادة الآخرين في الأساليب الأخرى.

القيادة الكاريزمية

أي أن القائد يتمتع بكاريزما تجعل العمال ينفذون أي شيء يطلبه، وذلك لأنه يتصف بالقدرة على الإقناع والشخصية الجذابة فيجمع الآراء وينظم السلوكيات وذلك بسبب شخصيته الكاريزمية، وبسبب امتلاك بعض المديرين لهذه الشخصية دائمًا ما يتم اختيارهم لإلقاء الخطب المتعلقة بذلك لأنهم شخصيات ملهمة وجاذبة للانتباه، لكن لهذا الأسلوب سلبيات كأي أسلوب آخر ألا وهي نظرتهم الضيقة لبعض الأمور مما يجعلهم يغفلون عن بعض النقاط الهامة والتي قد تؤثر في تحقيق الهدف.

الآن قدمنا لكم مجموعة كبيرة من أساليب القيادة، ووضحنا ألا يوجد أسلوب مثالي بل تحتاج إلى تطبيق كل الأساليب المختلفة حسب الموقف وحسب المشكلة التي تواجه الفريق، لذا عليك أن تمتلك مهارة اختيار الأسلوب المناسب.

اقرأ أيضاً: ايجابيات وسلبيات القيادة الأوتوقراطية

قد يعجبك ايضا