خطوات وأساليب توكيد الذات

أساليب توكيد الذات هي أحد الوسائل الإجرائية المستخدمة في رفع مستوى الثقة في النفس لدى الأفراد الذين يشعرون بالخجل وعدم اللباقة، يبادرون بالانسحاب من المواقف الإجتماعية ولا يمتلكون القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر، فما هو هذا الأسلوب وكيف يتم تنفيذه؟ ذلك ما سنتعرف عليه من خلال هذا الموضوع.

ما هو توكيد الذات

مهنى توكيد الذات هو تدريب الفرد لنفسه على التعبير عن مشاعره وآراءه مهما كانت سلبية أو إيجابية ورفع ثقته بنفسه، ويعمل هذا الأسلوب على تحسين قدرة الشخص على عدم كبت مشاعره وزيادة قدرته على التوافق والتواصل مع المحيطين، ويساعد الكثير من الذين يعانون من الاضطرابات النفسية على رفع وتحسين مستوى أدائهم في المواقف الاجتماعية المختلفة.

أسباب ضعف توكيد الذات

التربية المتسلطة من أهم أسباب ضعف التقدير الذاتي والإخفاق المستمر، بالإضافة إلى أن الحماية الزائدة في الصغر تؤدي إلى الفشل والاكتئاب، ناهيك عن ثقافة المجتمع والبيئة التي يعيش فيها الفرد التي لها دورٌ كبير في ضعف تأكيد الذات وترسيخ المعتقدات الخاطئه لديه، لذلك ينبغي على الوالدين أن يتبعان الأسلوب الأمثل في التربية التي تعمل على زيادة التقدير الذاتي لدى أبنائهم وتقوية شخصياتهم وذلك يكون بالحزم المصحوب بالحنان.

الهدف من اتباع أساليب توكيد الذات

تقوم هذه التقنية على اتباع بعض الأساليب التوكيدية من خلال تحويل الانفعالات الداخلية والمشاعر إلى كلمات صريحة مع النطق بها تلقائياً، حيث يستعيد فيها الفرد ثقته بنفسه وقدرته على مواجهة تحديات الحياة، ومن أهم الأهداف التي يسعى إليها هذا الأسلوب ما يلي:

  • تمكين الفرد الذي يعاني من انعدام الثقة في نفسه بالتعبير عن أفكاره ومشاعره دون التسبب بأي أذى للآخرين.
  • مساعدته على قول لا في المواقف التي تتطلب ذلك.
  • تعليم الفرد مهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعي ومساعدته على الاختيار الجيد بين الأشياء.
  • يهدف إلى خلق شعور الوجود والقبول لدى الشخص.
  • يعمل على توليد الراحة النفسية و التخلص من التراكمات السلبية.
  • يعزز الثقة بالنفس.
  • يساهم في انطلاق السلوك وتفتح الفكر بعد التخلص من المشاعر السلبية.
  • يساعد على التغلب على مشاعر الإحباط والقهر والدونية.
  • المؤكد لذاته يكون أكثر رضا وقناعة واحترام لنفسه وللآخرين.
  • يصبح الشخص المراهق أقل عرضة للتنمر والعنف.
  • توكيد الذات يؤهل الفرد لمقاومة التوتر والحصول على علاقات صحية.

صور التعبير عن الذات

من أكثر المهارات التي يجب أن يتعلمها الشخص حتى يتحرر من ضغوط الحياة ويتخلص من القلق والتوتر وإزعاج الآخرين (مهارات توكيد الذات)، والتي تمكن الشخص من تعبيره عن انفعالاته وأفكاره لفظياً وجسدياً بطريقة أكثر وضوح وإيجابية، وهناك الكثير من المواقف التي تشكل تهديداً على الذات وتنال من احترامها ما ينتج عنها الكثير من المشاعر السلبية التي يتم التعبير عنها بصورة دفاعية على أشكال ثلاثة هم:

  • (عدائي هجومي) وذلك باستعراض القوة والسيطرة على الآخرين وإذلالهم.
  • (الهروب السلبي) ويكون بتجنب الشخص التعبير عن احتياجاته، وإذا عبر يكون بشكلٍ سلبي يقلل من شأنه.
  • (توكيد الذات الإيجابي) وهو التعبير بما يحقق للذات احترامها وكينونتها بكل ثبات وثقة.

أهم أساليب توكيد الذات

إن اكتساب مهارة توكيد الذات يعود بالكثير من الفوائد على الشخص، لذلك لابد من اتباع خطة محكمة ومفصلة لتطبيق أساليب توكيد الذات مع تجنب استخدام لغة الاستجداء أو اللوم، بالإضافة إلى أن استخدام ضمير المتكلم (أنا) يساعد في إحساس المؤكد لذاته بالأمان، فهو يبقيه بعيداً عن السلوك الدفاعي والغضب، ولتسهيل هذا الأسلوب يتم تقسيمه إلى خطوات قد تستغرق عدة أسابيع أو أشهر بعدها يشعر بفعالية هذا الأسلوب وانعكاس ذلك على زيادة ثقته بنفسه واحترام الآخرين له، ومن أهم هذه الخطوات:

1. لا تصدر أحكام وكن واقعي

من خطوات توكيد الذات أنه ينبغي الابتعاد عن التحدث عن تصرفات الآخرين التي لا تعجبك و نقد الغير والحكم عليهم، فمثلاً عندما يتأخر صديقك عن الموعد المتفق عليه بينكما من الخطأ أن تقول له أنت شخصٌ سيء وتتأخر عن مواعيدك دائماً، لكن التصرف الأمثل في هذه الحالة أن تقول له كان من المفترض أن نتقابل في الموعد المحدد.

2. استخدم صيغة أنا

من المعروف أن استخدام كلمة أنت عند التحدث مع الغير تضعك في موقف هجومي وتجعل من تتحدث إليه في وضع دفاعي مما يجعلك عرضةً لإصدار الأحكام على الأشخاص، لكن عندما تبدأ حديثك بكلمة أنا سيكون التركيز أكثر على مشاعرك والتصرفات التي تضايقك من الآخرين، وبالتالي يصبح انتقاد ولوم الآخرين أقل في الأهمية مقابل مشاعرك، فبدلاً من أن تقول لصديقك عليك أن تتوقف عن قول هذا باستخدام صيغة (أنت) يفضل أن تقول كنت أود لو بإمكانك أن تتوقف عن ذلك بصيغة (أنا).

اقرأ أيضاً: أفضل تمارين تطوير الذات

3. حدد نقاط ضعفك وتقبلها

يجب على المؤكد لذاته تأكيداً إيجابياً أن يحدد مناطق ضعفه و ويقيم نفسه في المواقف التي يشعر فيها بقلة قدرته على التعبير عن مشاعره، وذلك يكون من خلال استخدام المقاييس التوكيدية المقننة ومراقبة مشاعره، ثم يعمل على تدريب نفسه باستخدام أساليب توكيد الذات، ولابد أن يوقن بأنه لا يوجد إنسان كامل على الأرض ويتقبل عيوبه قبل مميزاته ثم يسعى لتغييرها.

4. راجع مبادئك وقيمك

إذا لم يكن الشخص يتمتع بمبادئ وقيم واضحة يعيش بها لأنه من السهل أن يصبح فريسةً سهلة لإسقاط آراء الآخرين عليه واستغلاله لتحقيق أهدافهم الخاصة، لذلك يجب أن يكون المؤكد لذاته واقفاً على أرض صلبة ولديه حصانة ضد انتقادات الآخرين وآرائهم السلبية.

5. طالب بالاحترام

على الراغب في توكيد ذاته؛ ألا يبدد وقته مع الذين يقللون من شأنه ولا يحترمونه، فإذا لم تعجبه الطريقة التي يتعامل بها الآخرون معه أن يخبرهم بذلك ويتوقع منهم نفس التقدير والاحترام الذي يكنه لهم، فعندما يضع الشخص حدوداً في التعامل ولا يسمح لأحد بإهانته أو التقليل من شأنه سوف يتوقفون عن ذلك ويبدأ بالنجاح تلقائياً.

صفات الشخص المؤكد لذاته

يتلخص معنى توكيد الذات في قدرة الشخص على الانفتاح على الآخرين وقدرته على التعبير عن نفسه ومشاعره بإيجابية دون خوف، فهو بعيد كل البعد عن التعبير عن الاحتياجات والحقوق بعدوانية مثل المرضى النفسيين الذين يعتنقون اتجاهًا عدوانيًا نحو الناس، فمن أهم الصفات التي يتحلى بها الشخص المؤكد لذاته أنه يكون:

  • راضٍ عن نفسه ويقدر ذاته.
  • قوي بشخصيته ومعتز بها.
  • يسهل على التعبير عن احتياجاته ومشاعره.
  • ناجح فى عمله.
  • يتمتع بصحة نفسية أفضل.
  • منفتح ولديه القدرة على تجاوز المشكلات وحلها.

صفات الشخص السلبي

  • تقديره الذاتي منخفض.
  • يفشل في معظم الوظائف الأسرية والمهنية.
  • يعاني من الكثير من المشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر.
  • لا يحصل على حقوقه وتفكيره سلبي.
  • يسعى لإرضاء الناس ولو على حساب نفسه ووقته.
  • لا يمتلك القدرة على الرفض ويكثر من الإعتذار عن أمورٍ لا تدعو لذلك.
  • كما يجد الشخص الغير مؤكد لذاته صعوبة في البدء بالمحادثات وتقديم الشكاوي.
  • يصعب عليه اتخاذ القرارات وتحمل نتائجها.

يجب على كل إنسان يريد أن يرتقي بنفسه ويطور من شخصيته أن يتبع أساليب توكيد الذات التي لها دورٌ فعال في النجاح والدافعية نحو تحقيق الأهداف، وتكسب الفرد أيضاً القدرة على التعبير عن المشاعر والاحتياجات بشكلٍ سوي.

جلسات توكيد الذات

جلسات توكيد الذات هي جلسات تركز على تعزيز الثقة بالنفس وتعزيز الصورة الإيجابية للذات. تهدف إلى مساعدة الأفراد على التغلب على الشك والتردد والشعور بعدم الثقة بالنفس. يمكن أن تكون جلسات توكيد الذات فردية أو جماعية، ويشارك فيها المشاركون في نشاطات وتمارين مصممة خصيصًا لتعزيز الثقة بالنفس وتحسين التصور الذاتي.

بعض أمثلة على أنشطة جلسات توكيد الذات تشمل:

  • تحدي الاعتقادات السلبية: يتم توجيه المشاركين لتحدي الاعتقادات السلبية التي لديهم حول أنفسهم، وتغييرها إلى اعتقادات إيجابية ومحفزة. يتم ذلك من خلال تمارين التفكير الإيجابي والتحدي الذاتي.
  • تحسين مهارات التواصل: تركز هذه الأنشطة على تنمية مهارات التواصل الفعال والتعبير عن الرأي بثقة. يشمل ذلك تدريب على التحدث أمام الجمهور والتعامل مع النقد بشكل بناء.
  • تعزيز التصور الذاتي الإيجابي: يتم استخدام تمارين القبول الذاتي وتحسين الصورة الذاتية لتعزيز الثقة بالنفس وتحقيق تصور إيجابي للذات.
  • تطوير المهارات الشخصية: تتضمن هذه الأنشطة تطوير المهارات الشخصية والمهنية المهمة مثل التخطيط والتنظيم وحل المشكلات. يتعلم المشاركون كيفية تحديد أهدافهم وتحقيقها بثقة.
  • تعزيز التفكير الإيجابي: يركز هذا النشاط على تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي وتعزيز الثقة بالقدرات الشخصية والإيجابية في المواقف المختلفة.

تهدف جلسات توكيد الذات إلى تمكين الأفراد من الاعتماد على أنفسهم والتحكم في حياتهم بثقة وإيجابية. يساعد ذلك في تحقيق النجاح الشخصي والمهني وتحسين العلاقات الاجتماعية.

أنواع توكيد الذات

هناك عدة أنواع مختلفة لتوكيد الذات. يمكن أن يكون لكل نوع ميزاته وطرقه الفريدة لتعزيز الثقة بالنفس وتوكيد الذات. إليك بعض الأنواع الشائعة لتوكيد الذات:

  1. التفكير الإيجابي: يركز على تغيير النمط السلبي للتفكير وتعزيز التفكير الإيجابي والمتفائل. يشمل التركيز على الأشياء الجيدة في الذات وتعزيز القدرات والمواهب الشخصية.
  2. التأكيد الاجتماعي: يتعلق بالحصول على التأكيد والتقدير من الآخرين. يمكن أن يكون ذلك من خلال تلقي المدح والتشجيع أو من خلال بناء علاقات إيجابية وداعمة مع الآخرين.
  3. تحقيق الأهداف والنجاحات: يرتبط بتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية وتذكر النجاحات السابقة. يمكن أن يتضمن ذلك تعزيز الثقة بالنفس من خلال التركيز على القدرات والإنجازات الشخصية.
  4. تحدي الاعتقادات السلبية: يتعلق بتحدي الاعتقادات السلبية والمفهوم السلبي للذات. يمكن أن يكون ذلك عن طريق تحليل الاعتقادات السلبية واختبار صحتها وتغييرها إلى اعتقادات إيجابية ومحفزة.
  5. تطوير المهارات الشخصية: يتضمن تحسين وتنمية المهارات الشخصية والمهنية. يمكن أن يكون ذلك عن طريق اكتساب معرفة جديدة وتطوير المهارات القائمة والعمل على تحقيق التقدم والتحسين.

يمكن أن يكون توكيد الذات مزيجًا من هذه الأنواع وقد يتطلب تنوع الأساليب والممارسات لتحقيق أفضل النتائج. كل شخص يمكن أن يفضل أنواع معينة من توكيد الذات بناءً على احتياجاته وأهدافه الشخصية.

اقرأ أيضاً: مراحل تطوير الذات في العمل

المراجع

  1. Self-affirmation – Wikipedia
  2. How to Use Self-Affirmations – Psychology Today
قد يعجبك ايضا