أهداف التنمية البشرية

أهداف التنمية البشرية لا تنفصل عن أهداف المجتمع نحو النجاح والتقدم، لتحسين نوعية الحياة وتطوير قدرات الأشخاص والاعتراف بإمكانياتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين ومؤثرين.

كما أنها التحدي الأول والأساسي للمجتمعات المعاصرة، فلم يعد التطوير الآلي أو المميكن هو المشكلة،
ولم يعد توفير مصادر التمويل المالي هي العقبة، بقدر تطوير الخبرات البشرية التي تعتبر بمثابة الركيزة الأساسية لنمو الدول.

ما هي أهداف التنمية البشرية للفرد؟

أهداف التنمية البشرية
أهداف التنمية البشرية

تعرف التنمية البشرية بأنها العملية الهادفة لتطوير مهارات الأشخاص للارتقاء بهم وبقدراتهم وهو ما ينعكس على مستوى إنتاجهم في مناخ خالي من التوتر والضغوط غير الملائمة.

فالتنمية البشرية ليس الهدف منها فقط توفير بيئة عمل ملائمة للخبرات البشرية، بل أيضًا تشمل توفير فرصة إبداعية للاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم على الابتكار والعمل، ومن أهم أهداف التنمية البشرية للأفراد:

توفير فرص التعلم والمعرفة

بدون المعرفة لا يمكن أن نبني قاعدة بشرية لذا أصبح توفير سبل التعلم ومصادر المعلومات والمعرفة جزء أساسي من تنمية مهارات وخبرات البشر، وينطوي ذلك على عدة نقاط أساسية منها:

  • المساواة بين الجميع في الحصول على المعلومات والتعليم، فمن المفترض أن يحصل جميع أبناء الدولة الواحدة على نفس أساليب ومقومات التعليم.
  • العدالة في توزيع وسائل التعليم واكتساب المعرفة هي الركيزة الأولى لبناء المجتمعات.
  • توفير الدورات التدريبية التي تتيح للأشخاص التعلم والتدريب في الوقت ذاته، لأن الأهم من اكتساب المعلومات هو تطبيقها في سوق العمل والبيئة الخارجية.
  • التطور التكنولوجي هو الجزء الأهم في العصر الحالي، فالجهل لم يعد فقط القصور بالقراءة والكتابة وأساسيات العمل، بل الجهل هو عدم القدرة على مواكبة تطورات العصر التكنولوجية.

اقرأ المزيد عن: معوقات التنمية البشرية

اكتساب الشخص الثقة بنفسه

يبدأ نجاحك دومًا من الاعتراف بنفسك وثقتك في قدراتك ومهاراتك، وثقتك في أنك تستطيع مهما كانت التحديات أن تصل إلى غايتك لذا ينتبه متخصصو التنمية البشرية دومًا إلى:

  • ثقة الشخص بنفسه تعني أنه سيكون أكثر كفاءة في القيام بالوظيفة المحولة إليه دون تقصير.
  • لابد من تحسين صورة الشخص لدى نفسه أولًا قبل أن يقوم  بتحسينها بمكانته وإنتاجيته أمام الآخرين.
  • استبدال الصورة النمطية السلبية لدى الشخص بصور إيجابية عن ذاته وعن قدراته.
  • التخلص من العادات السلبية والمعتقدات التي تؤدي إلى الاستسلام للفشل واليأس، وتبني المعتقدات الإيجابية التي تحث على النجاح والمحاولة والإصرار.

اقرأ المزيد عن: مهارة توسيع فكرة التنمية البشرية

توفير بيئة عيش وعمل صحية

أهداف التنمية البشرية
أهداف التنمية البشرية

توظف الشركات والحكومات قطاعات مخصصة للتنمية البشرية لمعرفة مقومات بيئة المعيشة والعمل والمناسبة لأعضائها من أجل:

  • الارتقاء بالمرافق والاحتياجات الأساسية لهم، وتشمل هذه الخدمات المرافق الطبية والتعلمية والترفيهية والثقافية.
  • تساعد التنمية البشرية في توفير بيئة عمل قائمة على التعاون وروح الفريق والمنافسة القوية، ليتخلص الشخص من التوتر والضغينة والسعي نحو إثبات التواجد وليس الإنتاج والتفوق.

قد يعجبك أيضًا : مواضيع التنمية البشرية

ترسيخ قيم العمل

كثير منا يعتقد بأن العمل بوظيفة معينة لا يتطلب سوى شهادة علمية وخبرة في مجاله، لكن الحقيقة شتان بين شخص متقن لقيم وأساسيات العمل وبين شخص لديه فقط مؤهل وخبرة، لذا من أهداف التنمية البشرية ترسيخ القيم التالية:

  • أهمية الإيمان بقيمة الوقت واحترام ساعات العمل في الإنتاج والعطاء.
  • تجنب التسويف والتأجيل لأنه دومًا يؤدي إلى اللاشيء.
  • تنمية روح الفريق والقدرة على العمل كجزء من كيان أكبر، لأن العمل المنفرد لم يعد ذو قيمة، بل الأهم هو العطاء كعضو فعال في جسد متكامل لأنه حتمًا سيؤدي إلى النجاح.
  • تمكين قدرات الشخص في التعبير عن رأيه دون خجل أو سلطوية.
  • العمل على نشأة الشعور بالانتماء للمؤسسة وعمل علاقة طيبة بين الشخص وزملائه وقياداته.

تطوير مهارات اتخاذ القرار

من المؤسف أن نجد إحصائيات تشير إلى افتقار ما يزيد عن 50% من العاملين في المؤسسات وبخاصة الحيوية غير قادرين على اتخاذ قرارات حاسمة، واعتماد معظم هذه المؤسسات على شخص أو عدة أشخاص فقط لاتخاذ القرارات بها.

ويرجع ذلك إلى القصور في إعداد خبرات شخصية لديها مهارة سرعة ودقة اتخاذ القرار، كم لا تقتصر مشكلات القصور في اتخاذ القرار فقط في المجال الوظيفي، بل أيضًا داخل الأسرة وبين الزملاء وفي الأنشطة الخدمية والاجتماعية.

لذا يتم التركيز من خبراء التنمية البشرية على النقاط التالية:

  • دقة رصد المشكلات والوضع المحيط بكل تداعياته والتحديد الدقيق لها.
  • تطويع إمكانياته في تحليل هذه المشكلات أو الظواهر للوقوف على أسبابها ونتائجها.
  • تحسين ثقة الشخص في ذاته على أنه يستطيع أن يتخذ قرار الحل أو التعامل مع هذه المشكلات.
  • تأهيله لاتخاذ قرار مناسب بعيدًا عن الرغبات الشخصية أو النجاحات الفردية.
  • سرعة اتخاذ القرار في الحالات الطارئة بالتعاون والتنسيق مع زملائه وقياداته.

اقرأ المزيد عن: كيفية تعزيز السلوك الايجابي

تطوير مهارات التواصل

أهداف التنمية البشرية
أهداف التنمية البشرية

من أهم ركائز التنمية البشرية هو أن يكون الشخص لديه قدرة على تحقيق تواصل فعال مع الآخرين،
فكم من أفكار رائعة وأشخاص مبتكرين لم يحققوا أحلامهم بسبب عدم قدرتهم على توصيل هذه الأفكار والتعبير عنها بصورة سليمة، أو بسبب عدم القدرة على عمل علاقات طيبة مع الآخرين.

ومن أهم أهداف التنمية البشرية ما يلي:

  • ثقل خبرات الشخص في التواصل وكيفية التعبير الحر عن آرائه بشجاعة وصراحة.
  • تمكينه من أدوات التواصل البناء من اختيار العبارات السليمة والثناء المرغوب والابتعاد عن النقد اللاذع والتوبيخ المستمر.
  • تطوير مهارات استخدام الاتصال الجسدي مع الاتصال اللفظي، لأن انطباعات الآخرين عنك تبنى بنسبة 50% من تعبيرات وجهك وحركات جسدك.
  • تدريب الشخص على الابتعاد عن توجيه الإهانات وتجنب انتهاك خصوصيات الآخرين واحترامه لكرامتهم.

تنمية مهارات البحث عن فرص العمل

كثيرًا ما يبحث الشخص في كتب ومؤلفات التنمية البشرية لتحسين فرصه في الحصول على وظيفة مناسبة، أو لمعرفة كيف يبدأ ومن أين يبدأ وفي أي وجهة يسير من أجل أن يجد وظيفة مناسبة،
لذا جزء أساسي من أهمية التنمية البشرية هو الإقلال من معدلات البطالة من خلال تأهيل الكوادر، وتطوير إمكانيات الأشخاص للحصول على فرصة عمل مناسبة،

ويتضمن ذلك ما يلي:

  • معرفة ما يحتاجه سوق العمل من مؤهلات وخبرات.
  • مساعدة الشخص على ثقل خبراته والحصول على فرصة تدريبية مناسبة.
  • إتاحة الدورات التدريبية مثل تعلم اللغات وتعلم مهارات التسويق الإلكتروني والتعامل مع مهارات الحاسب الآلي والبرمجة والتصميم وغيرها.

اقرأ أيضًا : التنمية البشرية (الدليل الشامل) | مفهومها، أهدافها، مقوماتها، معوقاتها، مبدائها

ما هي أهداف التنمية البشرية للمجتمع؟

تعتبر أهداف التنمية البشرية جزء أساسي لا يتجزأ من أهداف المجتمعات المعاصرة لضمان استقرارها، فاستقرار مواردها البشرية تعني ديمومة الإنتاج والابتكار والإبداع لهذه المجتمعات، لذا أيقنت الحكومات الديمقراطية والشمولية والأنظمة الجمهورية والملكية بأهمية توفير جو صحي ومناسب وتوفير مصادر المعرفة المتنوعة التي يحتاجها لتطوير قدراته، ومن أهم أهداف التنمية البشرية لتطور المجتمعات:

استغلال الموارد البشرية

يتضمن ذلك أن تتعامل الحكومات مع الزيادة المطردة في الكثافة السكانية بتوجه إيجابي ونظرة غير تقليدية، فدول كثيرة مثل الصين والهند استغلت مواردها البشرية في أن تنشئ كيانات اقتصادية ليس لها مثيل، وهنا الفرق بين الدول التي تطور مواردها البشرية وإمكانيات سكانها.

تحسين الأوضاع المعيشية

ترتبط قدرات إنتاج سكان كل دولة بمدى توفير بيئة ملائمة معيشيًا وصحيًا وخدميًا، وهو ما تسعى إليه الدول من تنمية الموارد البشرية على  مستوى الخدمات الصحية والوقائية ومصادر التعليم، والمرافق الحيوية مثل النقل والمواصلات والإسكان والمياه وخدمات الإنترنت والكهرباء وغيرها.

تطوير أساليب الإدارة

يحتاج المجتمع لتحقيق نهضته إلى عمل تقسيم متوازن بين طبقاته، بالإضافة إلى توزيع المهام والأدوار، وهو ما يتطلب تحقيق تطوير حقيقي في أساليب الإدارة المختلفة داخل المؤسسات السياسية والاقتصادية والتنموية والخدمية، كما يتطلب ذلك تطوير أساليب التخطيط والتصميم ووضع الحلول والخطط قريبة وبعيدة المدى، بالإضافة إلى مهارات اتخاذ القرار والتفكير النقدي وتحقيق التوافق بين رؤساء العمل والمرؤوسين.

اقرأ المزيد عن: كيفية دراسة التنمية البشرية

ركائز تحقيق أهداف التنمية البشرية

أهداف التنمية البشرية
أهداف التنمية البشرية

سؤال هام ومطروح بشدة هل جميع الدول والمجتمعات حققت أهداف التنمية البشرية؟ الإجابة هي قطعًا لا، ويرجع ذلك إلى عدد من المقومات التي تستند إليها التنمية البشرية في أي مجتمع في تحقيق أهدافها، وبدون هذه المقومات تصبح مجرد كتب وخطط مكتوبة ومعلنة دون تطبيق أو جدوى على المستوى العملي، وتشتمل مقومات نجاح التنمية البشرية في تحقيق أهدافها على:

تحقيق المساواة

العدالة في توزيع جميع الحقوق والواجبات هي الركيزة الأولى والأهم لتحقيق تنمية بشرية مستدامة وحقيقية، وتشمل:

  • المساواة في توزيع الأجور والدخول.
  • المساواة في الحصول على فرص العمل دون تمييز.
  • العدالة في إتاحة الخدمات الصحية والطبية والرعاية.
  • المساواة في الحصول على المعرفة والوصول إلى وسائل التعليم.
  • العدالة بين الريف والمدن وبين البدو والحضر وبين الشمال والجنوب.
  • المساواة في الحقوق السياسية.
  • تكافؤ الفرص أمام الجميع لتطوير مهاراته وبناء قدراته وتحقيق طموحاته.

وجود الموارد المالية

يعتبر الغياب والنقص الحاد في الموارد المالية أحد أكبر أسباب تأخر نتائج التنمية البشرية في الدول النامية والفقيرة، فبدون ميزانية مالية لا تستطيع الدول تحقيق الأساسيات والخدمات الأولى للموارد البشرية، فالقطاع الخدمي والطبي والتعليمي والتكنولوجي وغيره من القطاعات هي قطاعات ذات ميزانيات كبيرة لا يقدر عليها المجتمعات الفقيرة أو ذات الدخل المحدود، لذا لابد من توافر:

  • إعادة هيكلة المصروفات والمدخلات لكل ميزانية وهو ما يتطلب ترشيد الإنفاق وتحقيق التوازن بين المصروفات والإيرادات.
  • إيجاد مصادر للتمويل ومصادر للإنفاق على تحقيق التنمية المستدامة.
  • التصدي لجميع جرائم الفساد الإداري والسياسي في الدولة.
  • تطبيق بعض برامج الإصلاح المالي مثل الخصخصة لبعض المؤسسات وفرض الضرائب على الطبقات المستحقة.

الاستقرار السياسي

المشكلات السياسية وبخاصة الانقسام والحروب الداخلية هي العائق الأول والأصعب لتحقيق أي شكل من أشكال التنمية بما فيها التنمية البشرية، لذا ترتكز التنمية البشرية على وجود توزيع للأدوار والمناصب في مناخ ديمقراطي يتيح حرية الرأي والتعبير.

قد يعجبك أيضًا : مجالات التنمية البشرية ودورها في تحسين حياة الإنسان

التطور التكنولوجي

تعد البنية التكنولوجية الآن من أهم مقومات التقدم والتطور لأي مجتمع، فبدون بنية تكنولوجية وتعليم لمهارات استخدام هذه الوسائل والأدوات من الصعب تحقيق تطور أو تنمية داخلية أو خارجية، لذا يتطلب تحقيق التنمية البشرية:

  • مواكبة التطورات التكنولوجية لإتاحة الوسائل والآلات الأكثر حداثة.
  • إتاحة فرص التعلم والتدريب واكتساب مهارات التعامل مع الوسائل التكنولوجية.
  • توفير مناهج تعليمية تدريبية في مجال التكنولوجيا من خلال الربط بين المناهج النظرية والعملية.
  • الإحلال التدريجي للأنظمة الآلية التكنولوجية بدلًا من الأنظمة التقليدية.

اقرأ المزيد عن: تعريف مؤشر التنمية البشرية

الاستدامة

من صفات التنمية بوجه عام الاستدامة، فإذا لم تكن برامج التنمية مستمرة لفترة طويلة فهي بالطبع لن تجدي نفعًا في تحقيق أهدافها، لذا لابد من:

  • وضع برامج تنموية طويلة المدى ووضع بدائل لأكثر من وضع لمواكبة التغيرات.
  • أن تضمن برامج التنمية البشرية تطويرًا ونجاحًا للأجيال القادمة دون المساس باحتياجاتها الأساسية.
  • تحقيق المساواة بين النتائج على المدى القريب والمدى البعيد.

بالتالي نجد أن التنمية البشرية تهدف أساسًا للنمو بالبشر والارتقاء بإمكانياتهم ومهاراتهم لتحقيق طموحاتهم وطموحات مجتمعاتهم،
كما مزجت التنمية البشرية بين أهداف البشر وأهداف المجتمعات لتحقيق تنمية متكاملة لجميع الأطراف وبمساهمة جميع الأطراف.

الخلاصة أن التنمية البشرية هدفها الأساسي لتنمية الأشخاص والتنمية من أجل الأشخاص،
كما أنها تهدف إلى وضع أساسيات هذه التنمية عن طريق الأشخاص، فهم أطراف فاعلة ومفعول بها في عملية التنمية البشرية متكاملة العناصر والمقومات.

قد يعجبك ايضا