مستقبل التجارة الإلكترونية

حازت التجارة الإلكترونية على نطاق كبير في حياتنا اليومية، واستطاعت تبديل سلوكنا الشرائي من المحال التجارية التقليدية إلى المواقع الإلكترونية، إلا أنه قد طرأت بعض التغيرات التي هددت القطاعات التجارية المختلفة، وجعلت مستقبل التجارة الإلكترونية في مهب الرياح، ولكن يبقى السؤال، هل يمكن أن تختفي تلك التجارة وكأن شيئاً لم يكن، أم أنها تستطيع المقاومة والبقاء على قيد الحياة، ولمعرفة الإجابة يجدر بك قراءة هذا الموضوع.

بداية ظهور التجارة الإلكترونية

التجارة الإلكترونية هي عملية البيع والشراء التي تتم من خلال العالم الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، أي من خلال الإنترنت وصفحات التواصل المختلفة، وكانت أول عملية بيع تجاري عبر الإنترنت من خلال موقع أمازون، أحد أشهر منصات التجارة الإلكترونية العالمية، وكان ذلك في عام 1995، بعدما ابتاع مواطناً أمريكياً إحدى المنتجات المعروضة، واستطاعت بعدها هذه التجارة تحقيق تطور هائل في المبيعات، رصدته الأبحاث والإحصائيات بما يقدر بـ 2 تريليون دولار في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد حوالي 20 عاماً.

ثورة التجارة الإلكترونية

استطاعت التجارة الإلكترونية التأثير في عدد كبير من المستهلكين، حيث يفضل نحو 70% من العملاء البحث عن منتجاتهم عبر الإنترنت، وإتمام عملية البيع والشراء من خلال المواقع التجارية المختلفة، لما أحدثته من ثورة في قطاع التجزئة، واستطاعت تلبية احتياجات الجمهور المختلفة من السلع والخدمات، بالإضافة إلى تسهيل عرضها وتوفيرها على الإنترنت.

تطور الأمر إلى ظهور تطبيقات لبيع المنتجات عبر الهواتف المحمولة، فقد ثبت قيام شخص من بين أربعة أشخاص باستخدام هاتفه المحمول للبحث عن منتج كان قد رآه في إحدى المحال التجارية، بنسبة تصل إلى 55%، فالشركات أصبحت أكثر دراية بالمستهلك، وتعمل على تقديم السلع والخدمات في أكثر صورة ملائمة له؛ لتحقيق أهدافها التجارية، ولا زال البعض يتساءل عن مستقبل التجارة الإلكترونية، فعلى الرغم من الطفرة التي أحدثتها في العملية التجارية، إلا أن استمراريتها خاصة بعد جائحة COVID-19 سؤال يطرح نفسه في أذهان الكثيرين.

مستقبل التجارة الإلكترونية

يتوقع عدد من الخبراء الاقتصاديين أن مستقبل التجارة الإلكترونية في نمو مستمر، نظراً للقدرة الشرائية الكبيرة التي يقوم بها الأفراد، والتطورات التي طرأت على عدة جوانب في قطاع العمل، كسياسة التخصيص، وسياسات الإرجاع المحسنة، بالإضافة إلى عدة تغييرات طرأت على العملية التجارية كنتيجة لفهم الشركات سلوك المستهلك.

بينما أنت تبحث عن إجابة توضح لك مستقبل التجارة الإلكترونية، تتطلع أيضاً الشركات التجارية المختلفة إلى معرفة مصير التجارة الإلكترونية، والذي يمكن تناوله من خلال بعض الاتجاهات، التي تستفيد منها الشركات لخدمة التجارة الخاصة بها، ولإرضاء حاجتك لمعرفة المستقبل غير المفهوم للتجارة الإلكترونية، وتتمثل تلك الاتجاهات في الآتي:

نمو المبيعات عبر الإنترنت نشاط من الصعب إيقافه

مبيعات التجارة عبر الانترنت منطلقة بسرعة الصاروخ الذي لا يمكن لشيء أن يعترض طريقه، فالتسوق عبر الإنترنت من أكثر الأنشطة ممارسة في الألفية الثانية، وهذا ما تشير إليه نسبة المبيعات، والتي حددتها إحدى الإحصائيات في عام 2019 والتي توقعت زيادة نسبة المبيعات في عام 2014 من 1.3 تريليون، إلى 4.5 تريليون في عام 2021، وهو ما يعني نمواً ثلاثياً على مدى 7 سنوات.

زيادة المبيعات مقترنة بمستقبل التجارة الإلكترونية بشكل مباشر، إذ ساعدت التسهيلات وسبل الراحة في البحث عن المنتجات وشرائها عبر المواقع التجارية المختلفة إلى زيادة المبيعات، إضافة إلى اكتساب الثقة من قبل العملاء وإقبالهم على شراء المنتجات من خلال الانترنت، بعدما كان هناك تخوف في الماضي، وتحسين خدمات المواقع التجارية بما يتلاءم مع رغبات المستهلك، وبالتالي لا عجب في نمو نسب المبيعات عبر الإنترنت.

مستقبل التجارة الإلكترونية بعد COVID-19

أثرت جائحة COVID-19 على مجالات الحياة المختلفة، فقد اتجهت الحكومات إلى إغلاق المحال التجارية والشركات والبنوك والمصانع، وإيقاف الأنشطة وتقليل العمالة قدر الإمكان، مما أثر بالسلب على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن بعض القطاعات استطاعت تحقيق أكبر استفادة من هذه الأزمة، ومنها التجارة الإلكترونية، والتي شهدت إقبالاً كبيراً خاصة بعدما لجأ إليها العملاء بدلاً من التواجد في أماكن البيع والشراء المزدحمة.

فعلى سبيل المثال، أعلنت أمازون نفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية والمنزلية أثناء الأزمة، وتدرس حالياً توظيف 100 ألف عاملاً جديداً لمواجهة الزيادة المهولة في حجم الطلبات عبر الموقع، بالإضافة إلى منصات عرض الأفلام والفيديوهات، والتي ارتفع عدد مشتركيها نظراً لقلة الإقبال على السينما ودور العرض بسبب تفشي المرض، وغيرها من الأمثلة التي تثبت أن مستقبل التجارة الإلكترونية في مأمن.

نظرة جوجل لمستقبل التجارة الإلكترونية

ترى شبكة جوجل العالمية أن مستقبل التجارة الإلكترونية في ازدهار مستمر، حيث بدراسة بسيطة قامت بإجرائها اتضح أن أكثر من 15% من قطاع التجزئة في دول الخليج بدأوا في استثمار مزايا التجارة الإلكترونية، 12.8% في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتساعد البنية التحتية والعوامل الجغرافية في اتصال المستهلكين بشبكات الإنترنت، الأمر الذي يسهم في نمو التجارة الإلكترونية.

نمو التسوق عبر الموبايل

واحدة من التسهيلات التي تقدمها الشركات التجارية المختلفة في مجال التجارة الإلكترونية هي تطبيقات الموبايل للتجارة الإلكترونية، والتي ثبت في عام 2016 أنها ساعدت على ارتفاع نسبة المبيعات بنسبة 15%، ومن المتوقع أن تصل تلك النسبة إلى 73% بنهاية عام 2021، لذلك تسعى الشركات باستمرار إلى تطوير التطبيقات؛ للاستفادة منها في تحقيق أهدافها التجارية.

استخدام التجارة الصوتية

يعتمد التسوق في الغالب على حاسة البصر، للبحث عن المنتجات المختلفة، إلا أن التسوق الصوتي قد دخل بين مستخدمي الإنترنت، بنسبة وصلت إلى 13% من قبل مالكي السماعات الذكية في الولايات المتحدة الأمريكية، والذين يقبلون على شراء المنتجات بالصوت من المتاجر الإلكترونية، ومن المتوقع أو تصل النسبة إلى 55% بحلول عام 2022، فعلى الرغم من أنه لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن ارتفاع نسبه بهذا الشكل يوضح مستقبل التجارة الإلكترونية في السنوات القادمة.

دور الذكاء الإصطناعي في مستقبل التجارة الإلكترونية

الذكاء الاصطناعي تقنية تسعى الشركات إلى استحداثها في عملية التبادل التجاري عبر المواقع الإلكترونية، والتي تزيد من عملية البحث وشراء المنتج سهولة، وتوفر المزيد من الوقت والجهد للمستهلك، ومن المتوقع زيادة نسبة الإنفاق على تقنية الذكاء الاصطناعي لتصل إلى 7.3 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2022، بعد أن كانت 2 مليار دولار في عام عام 2018.

تسعى الشركات إلى تطوير المتاجر الإلكترونية الخاصة بهم، بإدخال تقنية الذكاء الاصطناعي إلى منصات التسويق المختلفة، مثلما يتردد أحد العملاء على محل تجاري معين، فيعرف البائع المشتري من عمليات شرائه السابقة، وبالتالي يتوقع ما سيبحث عنه، وهذا ما ينطبق على المتاجر الإلكترونية، والتي سيتم إدخال التقنية في مجال التسعير، والخصم، والتنبؤ بطلب العميل من خلال عملياته الشرائية السابقة، بالإضافة إلى استحداث روبوتات دردشة للرد على استفسارات المستهلكين.

دور وسائل التواصل الاجتماعي

يتزايد عدد رواد منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بشكل ملحوظ، خاصة بعد تطبيق العزل من قبل الحكومات المختلفة بعد تفشي جائحة COVID-19، فقد غيرت وسائل التواصل الحياة الاجتماعية بشكل كبير، وأصبحت تخدم مصالح التجارة الإلكترونية بشكل ملحوظ.

بالطبع قد تطرح سؤالاً هاماً في قرارة نفسك، ما هي أفضل منصة من منصات التواصل الاجتماعي تضمن ازدهار مستقبل التجارة الإلكترونية، مثلما أثبتت الإتجاهات السابقة قدرتها على ذلك؟!

Facebook Shop ومستقبل التجارة الإلكترونية

يعتبر الفيس بوك من أكثر منصات التواصل الإجتماعي التي يتردد عليها المستخدمين، فقد قُدر عددهم بما لا يقل عن 2 مليار مستخدم شهرياً، فهي تعتبر قاعدة بيانات من ذهب لأصحاب الشركات التجارية، لهذا يكتسب الفيس بوك أهميته في الحفاظ على مستقبل التجارة الإلكترونية وضمان استمراره، خاصة مع ظهور ما يعرف بـ Facebook Shop.

ما هو Facebook Shop ؟

هي منصة إلكترونية على الفيس بوك، يمكن إدراج العديد من المنتجات بداخلها، فهي تعتبر قسم متكامل من المنتجات، والتي يستطيع المستهلك أخذ جولة بداخله، وتحديد المنتجات التي يرغب بشرائها، بمجرد النقر على زر معين، يتم إعادته إلى موقع الويب المخصص للنشاط التجاري، والذي تتم عملية البيع من خلاله.

فوائد Facebook Shop التجارية

يكتسب المتجر الخاص بالفيس بوك العديد من الفوائد والمميزات، والتي يستخدمها أصحاب الشركات التجارية لمصالحهم، بما يساعدهم على زيادة نسب مبيعاتهم، ويخدم أهدافهم التجارية، ويحقق مزيد من الارتياحية للمستهلك، فيما يتعلق بسهولة شراء المنتجات عبر أكثر منصات التواصل زيارة لها، وتشمل فوائد المتجر على ما يلي:

قلة التكلفة

لا تكلف صفحة المنتجات على الفيس بوك الشركات أو تجار التجزئة أي مبالغ على الإطلاق، عملية الترويج للمنتج تتم من خلال مشاركة الصفحة بشكل حيوي، لتظهر لدى أكبر عدد من المستخدمين، إلا أنه يمكن دفع بعض المبالغ في حالة استخدام الإعلانات والأساليب المدفوعة للترويج، كما أن شكل الصفحة وتصميمها الإحترافي عامل جذب مهم للمستهلكين.

الوصول إلى الجمهور المستهدف

يضمن متجر الفيس البوك الوصول إلى الجمهور المستهدف بسهولة، فبفضل الإحصائية التي ذُكرت سابقاً، يستطيع تجار التجزئة والشركات التجارية تحقيق أرباح لا حصر لها، لكن يتوقف الأمر على كيفية استخدام أساليب الجذب والإقناع للجمهور المستهدف.

إقرأ أيضاً: خصائص التجارة الإلكترونية

تحليلات فيسبوك الآلية

واحدة من أهم مميزات متجر الفيس بوك وهي إعطاء نتائج تفصيلية عن أداء المواد الإعلانية على الصفحة، فمن الصعب قياس مدى استجابة المستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، إلا أن الفيس بوك يتيح هذا الأمر، بالشكل الذي يسمح بإعادة استراتيجية العمل من جديد في بعض الأحيان.

لا داعي للقلق بعد الآن، فقد اتضح لك وبوضوح مستقبل التجارة الإلكترونية، فهذا النقاش يضمن لك بقائها كواحدة من الأنشطة التجارية الفريدة من نوعها، والتي استطاعت أن تفرض نفسها بشكل سريع وفي وقت قصير، معتمدة في ذلك على التطور التكنولوجي والتقنيات الرقمية، بما يساعدك على تلبية احتياجاتك وشراء منتجاتك الأساسية بكل سهولة.

قد يعجبك ايضا