مجالات تطوير الذات

مجالات تطوير الذات وبناء النفس وتحقيق النجاح وتحسين قدراتنا ما هي إلا خطوات نبحث فيها عن طرق لتطوير إمكانياتنا وفهم دوافعنا ورغباتنا، والبحث في الوسائل التي تساعدنا على اكتشاف مكنونات أنفسنا التي تظل كامنة حتى نقرر البحث عنها لنبدأ في السعي ورائها لتحقيق هذه الرغبات.

ما هي مجالات تطوير الذات؟

تطوير الذات يعني أن تتخذ خطوات من أجل تنمية الذات وتحسين قدراتك وامكانياتك، وتعدل من السلوكيات السلبية وتطور الإيجابية لديك، كل هذه الخطوات تحتاج منك أن تقرر تنمية قدراتك العقلية والعاطفية والسلوكية في وقتٍ واحد، لذا الغرض الأساسي من تطوير الذات هو فهم ما تحتاجه من إمكانيات وقدرات، والربط بينها وبين أهدافك ودوافعك، فالأهم هو تطوير تلك المهارات التي تحتاجها للتواصل مع الآخرين والسيطرة على مشاعرك وأفعالك وسلوكياتك، وتطوير أفكار العقل الباطن لتكون إيجابية محفزة على النجاح وتحقيق الذات وليس الإحباط أو لوم الذات.

تعتبر مجالات تطوير الذات متنوعة وكثيرة تحتاج إلى وقت طويل للعمل فيها وتطويرها، ما بين تطوير وتنمية القدرات النفسية والعقلية والجسدية، وبين تطوير مهارات السلوك والتواصل والإقناع والعمل والصبر وغيرها، وفي النهاية يتطلب الأمر منك أن تقرر أولًا ماذا تريد؟ ومن أين تبدأ؟ وأين ستتوقف؟، فالجميع لا تسنح له الفرصة ليقوم بتهيئة نفسه كليًا، بل عليه أن يخوض سباق العمل والحياة ويتعلم ويتطور منها ومعها، يمكن تقسيم مجالات تطوير الذات إلى:

قد يعجبك ايضا : أساليب تطوير الذات | إليك أهم الأساليب التي تساعد في تطوير الذات

مجالات التطوير النفسي

هي الأصعب والأهم في الوقت ذاته، فتطوير الذات ينطوي في الأساس على تطوير القدرات النفسية والدوافع وأنماط التفكير وغيرها من مجالات تطوير الذات نفسيًا، ويتضمن هذا المجال:

  • تفسير وفهم جميع العمليات النفسية التي تحدث داخل العقل البشري.
  • فهم الدوافع الكامنة والتحكم في إخراجها لتحقيق الممكن والمفيد منها والسيطرة على غير المرغوب والضار.
  • تقدير الذات وتطوير المشاعر الإيجابية وتعديل السلبية، والعمل على تفسير الأشياء والأحداث من منظور إيجابي.
  • السيطرة على الغضب والانفعالات وردود الأفعال الغير متوقعة.
  • ضبط النفس بما يحقق التوازن بين الفعل ورد الفعل وعدم المبالغة في الاستجابات الانفعالية.
  • تطوير الدوافع للاسترخاء والراحة النفسية والتخلص من التوتر والقلق.
  • التعامل بإيجابية مع رفض الآخرين لأفكارك أو لسلوكك والنظر إليه على أنه مجدر اختلاف رؤى وليس فشل.
  • تحقيق التوازن العاطفي بين مشاعر العمل والحياة الشخصية والصداقات.
  • تنمية حس المسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار بناء على مسؤوليتك الشخصية.
  • تقبل نقاط ضعفك ونواقصك؛ من المهم أن تقبل ذاتك كما أنت.

مجالات تطوير الذات العقلية

قد تخلط بين تطوير الذات عقليًا ونفسيًا، ولكن لكل منهما مهارات ووسائل ومتطلبات يرتكز عليها تطويرك لذاتك، ويتطلب ذلك تطوير مهاراتك العقلية مثل التفكير واتخاذ القرارات والمقارنة بين الخيارات والبدائل المتاحة، ويتضمن ذلك:

  • تطوير مهارات التفكير الإيجابي والابتعاد تمامًا عن جميع أنواع التفكير السلبي المؤذي للعقل والنفس.
  • الاستفادة من قوة العقل الباطن ف التحفيز والدعم، وذلك بتخزين ذكريات وصور ذهنية إيجابية عن النفس.
  • تعلم مهارات التفكير النقدي القائمة على تقبل جميع الآراء والأفكار.
  • توسيع مداركك العقلية وترسيخ ثقافة الرأي والرأي الآخر.
  • التدريب على المرونة في الأفكار بحيث يصبح لديك رصيد كاف من الأفكار البديلة.
  • القدرة على التوقع لما سيحدث من نتائج مستقبلية.
  • تجنب الأحكام الذاتية والجمود في الرأي والتحيز في إصدار الأحكام.
  • تحديد الأهداف بدقة وتداعيات كل هدف ومتطلباته.
  • القدرة على وضع أهداف مرتبطة بإمكانياتك وتعليمك وفي نفس الوقت قابلة للتحقيق.

مجالات تطوير الذات الجسدية

صحة الأفكار لا تنتج إلا عن جسد سليم وذهن صاف، وبالتالي تنعكس لياقتك البدنية واهتمامك بصحتك وبجسدك على أفكارك ومشاعرك وقدراتك في العمل والتحدي، لذا فأي قصور في الصحة الجسدية يؤدي إلى فقدان الشغف والطاقة وإهدار للمهارات والإمكانيات للشخص، تنعكس على قدرته على تطوير ذاته وإنجاز مهامه، ومن أهم مجالات تطوير الذات الجسدية:

  • الاهتمام بممارسة الرياضة مع تخصيص وقت كافٍ للرياضات العقلية والذهنية مثل اليوجا.
  • الالتزام ببرنامج غذائي صحي ومناسب يتضمن جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمك.
  • تخصيص وقت كافٍ للنوم؛ صفاء الذهن وقدرته على العمل وترجمته لسلوك سوي لا يتناسب مع السهر لوقت طويل أو عدم حصولك على القسط الكافي من الراحة.
  • عمل يوم راحة أسبوعيًا يساعدك على التخلص من التوتر والقلق والاكتئاب، كما أنه يساعدك على استعادة التفكير الإيجابي.
  • أهمية تعلم رياضة أو اثنتين من رياضات الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه أو الملاكمة.
  • الإهتمام بنضارة البشرة والشعر مهمان لحصولك على قدر كافي من الثقة بالنفس.

أهم مهارات تطوير الذات

إذا كان تطوير الذات يعني تنميتها وتطويرها نحو الأفضل، فالضروري أن يكتسب الشخص الكثير من المهارات والصفات الإيجابية التي تساعده على الشعور بهذا التطور في شخصيته وفي قدرته على العمل أو العطاء أو الإبداع أو الابتكار، ومن أهم  الجوانب التي يجب الاهتمام بها في تطوير الشخصية:

قد يعجبك أيضًا : مهارات تطوير الذات | مفهومها وأهميتها وتأثيرها على الثقة بالنفس

الاهتمام ببناء علاقاتك الاجتماعية

علاقاتك الاجتماعية حتى لو بسيطة هي واحدة من أهم ضمانات السعادة لديك، فكثير منا يشعر بالاطمئنان بمجرد تذكر أصدقائه أو أسرته أو معلميه أو أشخاص يجمعهم به علاقات طيبة، لذا فإن جزء أساسي من تطوير الذات ينطوي على أهمية بناء علاقة طيبة وقوية بهؤلاء الأشخاص المقربين منك.

قد يحتاج الشخص أحيانًا إلى إعادة النظر في بعض العلاقات غير الموفقة بسبب مشكلة لديه سواء في قدرته على التواصل معهم أو القيام بواجباته كفرد من الأسرة أو صديق أو قريب أو غيره، وهنا لابد عليه من إصلاح الخلل الذي يسبب له هذا العائق في تقوية علاقته بالآخرين.

تقدير الذات

احترام النفس وتقديرها هو دليل على ثقة الشخص بنفسه، والثقة بالنفس هي العامل الأهم في صناعة الفارق الكبير بين شخص ناجح وآخر مازال باحث عن النجاح أو مشتت في طرق كثيرة، لذا لابد من:

  • تحفيزه لذاته بصفة مستمرة من خلال ذكر إيجابياته وقدراته المختلفة.
  • التخلص من المشاعر السلبية التي تجعلك متوتر أو متردد مثل الخجل أو الخوف من التعبير عن رأيك.
  • أهمية التواصل مع الاشخاص المقربين أو المحببين إليك لأنك غالبًا ستحصل منهم على الدعم والتقدير والتحفيز.
  • تجنب النقد السلبي منك أو من الآخرين لك لأن ذلك سيؤدي إلى تحطم ثقتك بنفسك.
  • الاستماع إلى حديث إيجابي دومًا عن نفسك وعن قدراتك فهو ما سيتم تخزينه في ذاكرتك لمدة طويلة.
  • كن حازمًا عند اللزوم لأن أحيانًا التساهل مع الآخرين يدفعهم إلى القيام بسلوكيات تؤذيك وتجعلك غير راضي عن نفسك.
  • تدرب على قول “لا” فالخضوع والقبول دومًا بدون تردد أو تفكير أو إعطاء نفسك فرصة للرفض هو أكبر دليل على انعدام شخصيتك.
  • اهتم بنفسك وبصحتك، فكن دائم الاهتمام بلياقتك البدنية وبنضارة بشرتك وشعرك لتكتسب مزيد من الثقة.

تطوير الحياة المهنية

يسعى الكثير لتطوير ذاته من أجل تطوير حياته المهنية ووظيفته، سواء للعثور على وظيفة مناسبة وإتاحة بدائل وخيارات أكثر، أو لتجاوز مقابلة شخصية للعمل، أو للترقي وإتقان مهارات العمل المختلفة، وبالتالي تعتبر مجالات تطوير الذات الوظيفية واحدة من أهم هذه المجالات التي تعتبر دافع قوي نحو تنمية الذات، ومن هذه المهارات الوظيفية:

  • تطوير مهارات العمل المختلفة وبخاصة اتخاذ القرارات في المواقف المختلفة.
  • القدرة على حل المشكلات المختلفة وهي من المهارات المميزة للموظفين الأكفاء.
  • تطوير مهارات القيادة والقدرة على إدارة فريق تساعدك على الترقي والوصول إلى مناصب عليا في وقت قصيرة.
  • تطوير مهارات التواصل مع العملاء ومع الآخرين.
  • التحكم في ردود الفعل والغضب والانفعال واستبداله بالردود العقلية بعيدًا عن التعصب والتحيز.
  • التعلم المستمر وزيادة معرفتك وبخاصة بمجال عملك والتطورات المتسارعة به، لأن انقطاعك عن مجالك يجعلك قابع في مكانك لفترة طويلة.
  • تطوير مهاراتك للتعامل مع المستحدثات التكنولوجية التي تمكنك من مواكبة التطورات.
  • احترام العمل وتقدير رؤسائك وزملائك في العمل.
  • احترام الوقت ومواعيد إنجاز المهام المطلوبة منك في وقتها.
  • فكر دائمًا بنفس عقلية مديرك في العمل، فأنت بالمؤكد ستكسب ثقته ووده.
  • ابحث عن قدوة ومعلم في الوقت ذاته، فوجود معلم يزودك بما تحتاجه من معلومات بالمؤكد سيحدث فارق معك في حياتك المهنية.

تعلم مهارات التواصل

قد تعاني من مشكلات في التواصل مع الآخرين، في كيفية التواصل أو حتى أساليبه، المهم هو أن تكون محاور ومستمع جيد، والأهم هو أن تتقن مهارات الحديث والاستماع مثل الإقناع وفعم لغة الجسد، ومن هذه المهارات التي تحتاجها في عملك أو في حياتك الشخصية والاجتماعية:

  • انصت جيدًا حينما يتحدث الآخرون، ولا تقاطع المتحدث مهما كان اعتراضك.
  • تقبل النقد وكن رحب الصدر.
  • تعلم مهارات الإقناع ومنها الحديث المسلسل والاستشهاد بالأمثلة والحقائق، والربط بين الأحداث بسلاسة.
  • تعلم مغزى كل جزء من الجسد أثناء إدارة الحديث، لتستخدم لغة جسدك في توصيل آرائك، وأيضًا في فهم الآخرين.
  • تعلم لغة أو اثنتين تساعدك على أن تمسك زمام الأمور في أي حوار مهما كان.
  • اثقل معرفتك ومعلوماتك بصفة دائمة ولا تتوقف عن التعلم.

إقرأ أيضًا : كيفية تنفيذ برامج تطوير الذات وبناء الثقة بالنفس

نصائح تساعدك لتطوير الذات

هناك بعض النصائح التي يبحث عنها الكثيرون لتطوير ذواتهم، والخروج من كبواتهم التي نجمت عن عدم قدرتهم على المواجهة أو استغلال المهارات التي لديهم، لذلك كان واجبًا علينا أن نوفر لهم بعض تلك النصائح للتمتع بشخصية أكثر تميزًا.

حدد هدفك ورتب أولوياتك

الخطوة الأولى في بناء الشخص الناجح هو أنه شخص محدد ومنظم لأهدافه ورغباته، لذا التشتيت في فهم ما تريد هو خطوة غير مدروسة تؤدي إلى تأخر إنجازك لوقت طويل، كما أنه من المهم ترتيب أولوياتك حسب أهميتها في حياتك، واعطي لكل أولوية وقتها.

حدد المهام

من الصعب أن تحقق إنجاز مع العمل على أكثر من هدف أو مهمة في وقت واحد، لذا من الأفضل عدم العمل على مهام كثيرة في وقت واحد لأن ذلك يشتت جهدك ويقلل من قدرتك على الإنجاز.

قسِم مهامك

الشخص الناجح هو القادر على إنجاز مهامه مهما كانت كبيرة أو تحتاج إلى مجهود كبير، وهو ما يميز الشخص لدى مديره أو لدى نفسه عن الآخرين، لذا يمكنك أن تجزئ المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة يمكن إنجازها في وقت أقل بحيث تتجنب الإجهاد والملل.

حدد نقاط قوتك وضعفك

إذا استكشفت شخصيتك جيدًا، وحددت نقاط قوتك وضعفك، بالطبع قد وضعت يدك على سلبيات شخصيتك وتستطيع أن تقوم بتعديلها، وفي نفس الوقت تطور نقاط قوتك والتي ستدعم نجاحك.

تغلب على مخاوفك

عليك أن تتخلى عن مخاوفك وكل ما يدفعك للرجوع للخلف، فمخاوفك إن لم تقضي عليها ستمنعك من المضي قدمًا نحو مستقبلك، لذا عليك أن تدرك قوتك في تجاوز هذه العوائق والمخاوف لأنك أقوى منها، وفي نفس الوقت عليك أن تقتنع بأنها مجرد تخوفات ليس لها أي أساس ف الواقع.

تحلى بالصبر

تطويرك لذاتك هي عملية تدوم معك طوال العمر، وفي كل مرحلة من حياتك تشعر بأنك تتطور في اتجاه معين، وبالتالي الإحباط عند عدم تحقيقك لأي تطور ملحوظ في وقت معين سيكون عائق لك لتحقيق ما تريد من أهداف ونجاح.

ساعد الآخرين

مساعدة الآخرين تنم عن تطور كبير في شخصيتك، فالطبع أصبحت شخص مساهم بدلًا من الاقتصار على ذاتك فقطـ، فمن المهم أن تكون صاحب دور إيجابي في بيئتك ومع المحيطين بك.

في النهاية أنت شخص ناجح إذا حققت تطوير لذاتك في كافة المجالات النفسية والعقلية والجسدية والاجتماعية، فالتطوير ليس قاصر على مجال دون غيره، بل هو تطوير للإنسان بكل ما يشمله من عواطف وأفكار وسلوكيات. لذا تطويرك لذاتك يعني نجاحك لأنك أصبحت شخص جديد على كافة المجالات، لتصبح شخص ناجح مهنيًا وأسريًا واجتماعيًا.

قد يعجبك ايضا