كيفية بناء شخصية قوية للمراهق

تبحث الكثير من الأمهات عن كيفية بناء شخصية قوية للمراهق، فمع مروره ببعض التغيرات الفسيولوجية والتقلبات الهرمونية التي تؤدي إلى تغيير في سلوكياته إلا أن هذه المرحلة من أهم المراحل العمرية التي يجب الاهتمام بها والتعرف على خصائصها، وفيها تتشكل شخصيته ويبدأ في البحث عن هويته، لهذا سنطرح من خلال هذا المقال أهم سمات هذه المرحلة وكيفية استثمارها في تقوية شخصيته.

خصائص مرحلة المراهقة

لقد حظيت مرحلة المراهقة بالكثير من الاهتمام على مر العصور، وتم تأليف الكثير من الكتب وعمل العديد من الأبحاث والمقالات حولها، فهي من الفترات الأكثر تأثيراً على حياة المراهق، ويواجه فيها بعض الأهل الكثير من المشكلات نظراً لعدم وعيهم بخصائصها وسماتها التي تتلخص فيما يلي:

  • تتسم هذه المرحلة ببعض التغيرات الفسيولوجية والجسمية لدى الذكر والأنثى.
  • يعاني فيها المراهق من التقلبات المزاجية والهرمونية.
  • تحرر المراهق واستقلاله العاطفي بعيداً عن الأم والأب.
  • مقابلة أفعال الوالدين باللامبالاة وعدم الاهتمام.
  • تجنب الحديث والحوار مع الأهل لاعتقادهم بأنهم لا يفهمونه.
  • الاقتراب أكثر من المراهقين في نفس عمره.
  • يبدأ بالتمرد على صلاحيات الأبوين في محاولة منه لإثبات قدرته على مواجهة الحياة.

كيفية بناء شخصية قوية للمراهقين

إن إهمال مرحلة المراهقة وعدم فهم خصائصها يؤدي إلى الكثير المخاطر من أهمها الحصول على عداء الابن وإصابته بالإحباط ويبدأ في توجيه مشاعره السلبية على هيئة تطاول وتمرد وعناد، ويبحث عن تقديره الذاتي في سياقات خاطئة مثل إدمان الألعاب الإلكترونية وغيرها، لهذا يجب أن يحرص كلٌ من الأب والأم على تعلم كيفية بناء شخصية قوية للمراهق حتى لا يقع فريسة لهذه المخاطر، واستثمار هذه الفترة فيما يعزز الصفات الإيجابية لدية ويجعله شخص فعال في المجتمع، وذلك يكون:

الاهتمام بصحته البدنية

يجب توفير كل مقومات الصحة البدنية للمراهق من خلال نظام غذائي صحي يعتمد على الخضروات والفواكه، وتجنب المشروبات الغازية التي تؤدي إلى تلف في خلايا الدماغ والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة لما لها من الكثير من المخاطر الصحية وزيادة في الوزن، فالصحة الجسمية تكسبه ثقة كبيرة في نفسه.

يجب مساعدته في إنقاص وزنه إذا كان مصاباً بالسمنة، لأن لها تأثير كبير في تقليل ثقته بنفسه، كما يُنصح بأن يحصل المراهق على قسط كافي من النوم لمدة تصل إلى ثمانية ساعات لأنه يساعده على ترتيب أفكاره، و يوفر له الراحة البدنية، بالإضافة إلى أن الكثير من الخلايا يتم تجديدها أثناء النوم فضلاً عن أن النوم الجيد يساعده على التركيز ويعطيه القدرة على التحدي.

تقنين استخدام التكنولوجيا

من الأفضل ألا يقتني المراهق جهاز إلكتروني خاص به في هذا السن، فالهواتف المحمولة لم تكن أبداً بين الملكيات الخاصة للأطفال، لذلك ينصح بمراقبة أجهزة الهواتف الخاصة بالمراهقين و تحديد أوقات وأماكن معينة للحصول عليها خلال اليوم، ويمنع دخول الهاتف مع المراهق إلى غرفة النوم والابتعاد عنه أثناء وقت العائلة، حيث أن تعلق الطفل بالإلكترونيات يؤدي إلى انسحابه من المجتمع المحيط به ويجعله يعيش في عالم خيالي بعيداً عن الواقع، وبالتالي يؤثر بشكل كبير في نموه الفكري والنفسي.

تدريبه على تحمل المسؤولية

يجب أن يتم تدريب المراهق على تحمل المسؤولية والعمل ضمن خطة محددة وملء وقته بأشياء مفيدة، فالمراهق عادةً ما ينشأ داخل عالم من الإشباع الفوري فهو لا يريد أن ينتظر حتى يحصل على رغباته، وفي عصر السرعة أصبح الحصول على أي شيء أمرٌ سهل، لذلك يجب أن يتم تعليمه الصبر والالتزام لأنهما من أكثر الصفات التي تخدمه في حياته المستقبلية فليس تحقيق كل الرغبات بالسرعة التي تعود عليه.

الاستماع الجيد للمراهق

التحدث مع المراهق والاستماع الجيد له يشعره بأنه مهم، والإنصات الفعال يكشف للمربي المشاكل والمخاوف التي يواجهها ابنه في حياته، كما أن التكلم معه في أحلامه وكيفية تحقيقها وتذكيره دائماً بمميزاته يساعد في التدخل المبكر للعلاج ويساعد المراهق على اجتياز مشاكله بطريقة صحيحة.

لذلك لابد من قضاء بعض الأوقات الخاصة مع المراهقين ومشاركتهم في أفكارهم وألعابهم والاهتمام باهتماماتهم، حيث ينصح خبراء التربية بضرورة قضاء وقت خاص مع كل ابن على حدة، والدخول إلى عالمه وممارسة بعض الأشياء المحببة له مثل الاستماع إلى الموسيقى أو الخروج لتناول العشاء أو القيام بالتسوق معًا كل هذه العوامل تعمل على تقوية أواصر العلاقة معه مما يخفف من حدة صعوبات هذه المرحلة.

تخليصه من الخجل

تشجيع المراهق على التخلص من صفة الخجل التي تسبب له الكثير من الأذى عند التعامل مع المجتمع الخارجي من أهم الأمور التي تساعد في كيفية بناء شخصية قوية للمراهق، وذلك يكون بمنحه فرصة للمشاركة والجلوس مع الكبار، حتى يتعود على مواجهة مخاوفه وإبداء رأيه وسماع الرأي الآخر، كما أن السماح للمراهق بالانطلاق للعالم الخارجي والمشاركة في الأعمال التطوعية و مخيمات الكشافة تساعده على تعزيز ثقته بنفسه.

الاهتمام بأناقته

المظهر الجيد يكسب المراهق ثقة أكبر في نفسه، لذلك ينبغي على الوالدين توفير عوامل الأناقة في الملابس والشكل التي تمكنهم من الظهور الجيد، كما يفضل تشجيعه على ممارسة الرياضة التي تكسبه مظهراً جذاباً، ومساعدته في تعلم الهوايات التي يحبها وممارسة الأنشطة التي يفضلها فهذا بلا شك يرفع من تطوره العقلي و النفسي، ويعتبر من أهم عوامل كيفية بناء شخصية قوية للمراهق.

أهمية تعزيز شخصية المراهق

التربية عملية مستمرة طوال الحياة، وهي من أكثر المسؤوليات التي تقع على عاتق الأم والأب، لذلك ينبغي للوالدين معرفة كيفية بناء شخصية قوية للمراهق، وذلك لما له من تأثير كبير على جميع مناحي حياته المستقبلية، فالتحلي بالثقة يعينه على النجاح والتقدم والابتعاد عن استخدام العنف أو الغضب لإثبات ذاته، إضافةً إلى تطلعه لتجربة نشاطات جديدة، وتجعل منه شخصاً إيجابياً ومتفائلا.

ومن المتفق عليه أن الشخصية القوية تكون جديرة بالثقة والاحترام والإعجاب أيضًا، بالإضافة إلى التحسين من وضعه المستقبلي و تزيد من فرصه في التقدم الوظيفي؛ حيث نجد أن جميع الشركات والمؤسسات تختار الشخص الذي يتمتع بأخلاقيات عمل قوية، فالمراهق اليوم هو القائد والمسؤول الحكومي والمجتمعي غداً.

كيف أعرف أن المراهق يمتلك شخصية قوية؟

الشخصية القوية هي التي تمتلك أهم مقومات النجاح والتقدم في كل مناحي الحياة، ويتميز أصحابها بالهدوء والثبات الانفعالي والقدرة على إثبات ذواتهم دون صراخ أو غضب، وتتلخص سمات هذه الشخصية فيما يلي:

  • يتمتع بقدرته الكبيرة على التحكم بغرائزه وعواطفه.
  • ينظر للأمور بحيادية.
  • يستمع للآخرين ويمنحهم الحب والدعم.
  • يتمكن من اختيار العلاقات السوية.
  • لديه اتزان نفسي عالي ويحافظ على نظرته للمستقبل.
  • يتمتع بحس عالي بالمسؤولية والاعتماد على نفسه.

اقرأ أيضاً: معلومات عن المراهقة

عوامل تساعد في زيادة ثقة المراهق في نفسه

عندما يتعلق الأمر بالتربية فإن الأفعال يكون صداها أعلى من الكلمات، فعادةً ما يتم بناء شخصية المراهق الجيدة والسيئة من خلال تعامل المحيطين به من آباء أو معلمين أو أصدقاء، لذلك ينبغي على كل مربي يتساءل كيف أقوي شخصية ابني المراهق أن يهتم بتعزيز بعض الصفات التي من شأنها تقوية شخصيته، وذلك باتباع هذه القواعد:

غرس القيم

الحرص على تعليم القيم والأخلاق التي ستوجه سلوكه منذ الطفولة، فهي تعتبر مركزاً مهماً في توجيه العملية التربوية التي تلعب دوراً كبيراً في تكوين شخصية المراهق، وتحديد معالمه، فالقيم الأخلاقية تساعد على تأهيل الفرد لأن يكون إيجابياً وفعالاً كما أنها عنصراً أساسياً في التنمية.

مساعدته في تطوير مهاراته

لابد من تحفيز الابن المراهق وتشجيعه على تطوير مهاراته في الكثير من المجالات التي يحبها مثل كرة القدم أو بعض التمارين الرياضية أو البرمجة أو الرسم أو أياً كانت هوايته، فاكتساب المهارات المتنوعة يساعد في تقوية شخصيته وزيادة ثقته بنفسه، كما أن تشجيعه على تجربة الأشياء الجديدة يمكنه من تحديد ما يحبه، وحثه على تكرار المحاولة عند القيام بأي خطأ، وتعليمه بأن الجميع يرتكب الأخطاء والفشل هو بداية للنجاح.

التدخل المبكر لتعديل السلوك

ينبغي أن تكون العلاقة بين المراهق ووالديه قائمة على المبادئ التوجيهية السليمة المرتبطة في نفس الوقت بالاهتمام والحب والاحترام، لهذا يجب على المربي أن يواجه السلوكيات غير السوية بشكلٍ تربوي صحيح ويعمل على تعديلها من البداية، مستعينًا بالهدوء والصبر والثبات.

احترام خصوصيته

الحفاظ على خصوصية الابن يمنحه ثقة كبيرة في نفسه ويساعد في تقوية شخصيته، لكن يجب وضع هذه الثقة في إطار معين وعدم جعلها ثقة مطلقة، بل ينصح بالتحاور والمناقشة معه حول شروط حصوله على هذه الثقة، وضرورة عدم خرقها وتجاهل شروطها.

العقاب الفعال

في التربية الحديثة تم استبدال العقاب وأساليبه التي تؤثر على الصحة النفسية للطفل بالتأديب والذي يعني تدريب الطفل على العادات الصحيحة، وذلك من خلال حسن إدارة العواقب التربوية على بعض التصرفات الخاطئة، حيث يجب أن يعلم الطفل أن كل سلوك سيء له عواقب، ولا يمكن تغييرها إلا إذا تم تغيير السلوك، وأفضل طريقة لذلك تكون بوضع بعض القوانين التي تنظم الحياة داخل البيت وتحكم تصرفات أفراده، وتحديد عواقب كل سلوك خاطئ، وقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في تعديل الكثير من السلوكيات السلبية.

الدخول لعالم الطفل

إن الاندماج والمشاركة في مجتمع الطفل والتعرف على أصدقائه والمحيطين به يساعد بشكل كبير في تحديد معالم شخصيته المستقبلية، وأيضاً يمكن المربي من تفادي بعض المخاطر المتوقعة الناتجة عن سلوك من حوله، لهذا ننصح الآباء بمصاحبة الابن والدخول لعالمه والنزول لمستوى عقله وتفكيره حتى يتم إنشاء علاقة متينة تساعد في مواجهة الكثير من التحديات.

تقدير مشاعره

إن احترام مشاعر المراهق وتقديرها أي كانت طبيعتها من أهم عوامل زيادة ثقته بنفسه، كما يجب على الوالدين الاهتمام بها ومحاولة فهم الدوافع المؤدية لها، وعدم تجاهلها أو التهوين والاستخفاف بالمشاكل التي يمر بها ومساعدته على تجاوزها.

منح المراهق الحرية

الابن ليس أسيراً لدى أبويه، لذلك فإن السيطرة ووضع القواعد الصارمة تدفع المراهق إلى التمرد أو الخنوع وكلاهما ليس بالنتيجة المرجوة، لهذا يجب إعطاء الابن فرصة الاختيار والاستقلال داخل حدود آمنة والتعامل معه بمرونه، حتى يصبح فرداً له دورٌ في المجتمع.

مساعدته على اتخاذ القرارات

يجب أن يتعلم المراهق مهارة اتخاذ القرارات لما لها من تأثير بالغ في صنع قرارات جيدة، وإدارة مستوى التوتر لديه بشكل أفضل، وذلك يكون من خلال تشجيعه على تحديد الخيارات والوقوف على إيجابيات و سلبيات قراره، ومعرفة كيفية التعامل مع الصعوبات المترتبة على هذا القرار، وتحمل مسؤوليته ونتائجه.

مدحه والإطراء عليه

مدح الطفل المراهق عامل قوي في تعزيز ثقته بنفسه، فهناك بعض الصفات السلبية التي يلقنها لنفسه تؤثر على تقديره لذاته ويضعف ثقته بها مثل أنا لست جميل أو غير مرغوب بي، فالمدح والإطراء يعملان على كسر هذه القوالب التي وضع نفسه بها ويساعده على تكوين شخصية قوية.

أسباب تؤدي إلى ضعف شخصية المراهق

للأسرة دورٌ كبير في بناء وتأسيس أبنائهم، لهذا فإن ضعف شخصية المراهق يكون ناتجاً عن بعض الأخطاء التي يرتكبها الآباء دون قصد خلال العملية التربوية، بالإضافة إلى الكثير من الأسباب التي تعيق تكوين شخصية قوية للابن مثل عدم الاستقرار الأسرى ومواجهة بعض الصعوبات المادية التي تكون حائلاً بين المراهق وبين تحقيق بعض أهدافه وطموحاته، إضافةً إلى:

  • قلة الاهتمام وعدم توفير الرعاية اللازمة له.
  • شعوره بأنه شخص غير مرغوب به من قبل الأسرة نتيجة عدم تعبير الوالدين عن حبهم له.
  • كما أن المقارنة من أكثر الأساليب التربوية الخاطئة التي تدمر شخصية الابن وتشعره بعدم الفائدة.
  • تجاهل مشاعره وطموحاته ينعكس سلباً على حياته المستقبلية سواء العاطفية أو الاجتماعية والمهنية.

أفكار تساعد في تنمية قدرات المراهق

حرصاً منا على توفير كل ما يتعلق بتأسيس شخصية قوية للطفل، وفرنا بعض الأفكار التي يمكن تنفيذها مع المراهق داخل المنزل وخارجه، والتي لها دورٌ كبير في التدريب على تحمل المسؤولية وتقوية ثقته بنفسه، وتؤثر بشكل قوي في كفاءة شخصيته وفعاليتها، ومن أهم هذه الأفكار:

  • خلق جو أسري داعم يتميز بالهدوء والبعد عن المشاحنات والشجار الدائم.
  • تحفيز المراهق على تعلم لغة جديدة واستغلال أوقات فراغه.
  • تعليمه عدم الاستناد لرأي الآخرين والاستقلال برأيه ليتمتع بشخصية فريدة.
  • التشجيع على القراءة والاطلاع على الكتب والقصص لما لها من تأثير كبير في بناء شخصيته.
  • مساعدته على كتابة ذكرياته وأفكاره حتى يتعلم التعبير عما بداخله.
  • التحدث معهم عن أهمية دوره داخل الأسرة والمجتمع وحثه على التواصل مع أصدقائه وأقاربه.
  • العمل المؤقت في فترة الإجازة سواء كان تطوعي أو بأجر له تأثير كبير في تعزيز الثقة بالنفس.
  • إشراكه داخل المنزل بالقيام ببعض المهام أو إعداد بعض الوجبات وتكليفه بتنظيم غرفته يعوده على تحمل المسؤولية.
  • لتحقيق توازن نفسي له ينبغي ربط المراهق بالطبيعة وتشجيعه على السفر والتأمل.
  • مناقشته في أمور الأسرة وتقبل رأيه يشعره بأهمية دوره ويرفع من كفائته وقدرته.

إن للوعي بالسمات المرحلية للابن دورٌ كبير في فهم نفسيته وتشكيل إدراكه وإدارة العملية التربوية بنجاح، كما أن الوقوف على الأخطاء وتفاديها يحمي الطفل من الإصابة بالعقد النفسية ويساعد في تجاوز المرحلة العمرية بسلام، ومن أهم العوامل التي يجب التركيز عليها هو كيفية بناء شخصية قوية للمراهق حتى يصبح فرداً منتجاً وفعالاً في أسرته ومجتمعه.

اقرأ أيضاً: كيفية التخلص من العادات السيئة عند المراهقين

قد يعجبك ايضا