أهم طرق توليد الأفكار الإبداعية

في كثير من الأحيان، قد تجد عقلك يحوي أفكار متصلبة متحجرة، وكأنه يأبى التفكير، لذا قد تسأل عن طرق توليد الأفكار الإبداعية، فكلنا يعلم أن الإبداع ليس حكرًا على أحد، كما أن المتأمل فيما حوله، يعلم أن كل الوسائل التي نستخدمها اليوم، وسهلت علينا سبل المعيشة، هي نتاج أفكار البعض، لذا دعونا في هذا المقال نضع أقدامكم، على أعتاب طريق الإبداع، حتى نصل بكم إلى القمة، فكونوا برفقتنا.

مفهوم توليد الأفكار

يطلق توليد الأفكار على العملية التي يتم فيها استغلال كل المعارف والمعلومات السابقة للفرد، وتوظيفها توظيفًا سليمًا ومدروسًا، بغرض خلق فكرة جديدة، تتوافر فيها عناصر النجاح، ويتبلور فيها عمق تفكير الشخص، ويظهر مدى إبداعه.

وحري بنا أن ننوه أن توليد الفكرة يختلف بشكل كبير على مجرد التفكير العادي، ذلك أن كلمة توليد تعني “خلق”، وهو يرمز إلى إيجاد شيء لم يكون موجودًا من قبل، وهذا بدوره يتطلب إدراك بعض المفاهيم، وتوافر بعض الشروط، فالفكرة الإبداعية لا تأتى دون جهد إرادي.

طرق توليد الأفكار الإبداعية

تتسم الأفكار الإبداعية بشكل عام بالحداثة، أي أنها لم تكن موجودة من قبل، كما تتسم بالوضوح، ذلك أنها تبتعد عن الغموض والعشوائية أشد البعد، فهي تعرف وجهتها وهدفها، ولكون الكثيرون يسألون عن طرق توليد الأفكار الإبداعية، فإننا سنصيغها لكم في عدة قوالب تغلفها الخبرات الموثوق منها، ولمسات جمال فريدة من نوعها:

صياغة الأسئلة

التفكير هو بداية الإبداع، وصياغة الأسئلة خير معين للفرد أن يفكر تفكيرًا جيدًا، لكن الحياة لا تطرح علينا الأسئلة بشكل مباشر، لذلك عليك أنت أن تقوم بصياغة الأسئلة المناسبة، وتضع نفسك موضع السائل والمجيب في آن واحد، مثال، إذا كنت كاتب في أحد المواقع الشهيرة، وطلب منك مديرك كتابة مقال عن موضوع ما دون أن يعطيك أي كلمات مفتاحية، عليك أن تضع نفسك موضع القارئ وتسأل نفسك، ما الذي يريد القارئ أن يعرفه من خلال هذا المقال؟، من هم الفئة المستهدفة منه؟، كيف تكتب عنه المواقع الأخرى؟.

اصنع شجرتك الخاصة

من أهم طرق توليد الأفكار الإبداعية، هي طريقة صنع الشجرة، تخيل أن المشكلة على هيئة شجرة ما، لها جذر وفروع وسيقان، عليك أن تقوم برسم الشجرة على ورقة بيضاء بعد رسمها في ذهنك، حتى تستطيع تحديد الأبعاد ومن ثم التغلب على المشكلة.

مثال؛ إذا كنت في شجار دائم مع زوجتك، عليك أن ترسم الشجرة وتضع لها وصفًا دقيقًا مثل ( لماذا أواجه كل هذه المشاكل)، امسك بالجذر وهو كثرة المشاكل، ثم ابحث عن السيقان وهي الأسباب، والأوراق هي ما أدت إليه هذه المشاكل، وبالتالي سيسهل عليك التخلص من الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشاكل.

التذكر والاستعارة

عليك دائمًا أن تتذكر بأن الحلول والأفكار موجودة سلفًا، لكنها لا تتطلب سوى التنقيب والبحث عنها، كما أن الأمر لا يتطلب تعليم عالٍ أو حتى ذكاء خارق، بل يكفيك الاعتماد على خبراتك السابقة، بالإضافة إلى تجارب الغير، كما تساعدك  الاستعارة على خلق الابتكار والإبداع، فيمكنك أخذ فكرة ما من حقل ما وإسقاطها في آخر، بغرض خلق شيء لا مثيل له، مثال؛ عندما يستنبط المهندس فكرة صنع نموذج طائرة حديثة، من طريقة طيران بعض الطيور.

تغيير المعطيات

لا تعتمد على المعطيات التي أمامك، عليك دمج الأشياء بعضها ببعض، ومحاولة خلق طرق توليد الأفكار الإبداعية بنفسك، مثال؛ إذا أصبت بمرض ما، ولم يكن الوقت يسمح بالذهاب إلى الطبيب، عليك أن لا تقف مكتوف الأيدي، قاصر الفكر،  وأن تحاول تجربة أشياء طبيعية كالبرتقال واليوسفي والليمون، فهذه الأشياء إن لم تنفع، لن تضر.

التحوير

بمعنى، ليس عليك أن تلتزم بخطة وضعت مسبقًا بحذافيرها، بل يمكنك بتر بعض الأجزاء، وإضافة أخرى، حتى تخلق شيء فريد من نوعه يليق بك، ويعتبر التحوير من أهم طرق توليد الأفكار الإبداعية.

الابتكار

وهو الثمرة المرجوة من كل المراحل السابقة، وهي أقصى درجات الإبداع، وبوصول الشخص إليه يمكنه من إحداث نقلة جذرية في مجاله، فالإبداع يدفع صاحبه إلى الصفوف الأمامية، ويجعله يمهد الطريق للأجيال التي تأتي بعده، كما مهد له الطريق من جاءوا قبله.

اقرأ أيضاً: كيف اتخلص من التفكير الزائد

من أين تأتي الأفكار الإبداعية؟

بعد التعرف على طرق توليد الأفكار الإبداعية، حري بنا أن نطلعك على سر الأسرار، وهو من أين تأتي هذه الأفكار وتنبع؟، ولحسن الحظ فإنه يمكن استلهام الإبداع من أي مجال وفي مختلف الأزمنة، فالصالونات والمقاهي لعبت الدور الرئيسي في مساعدة الناس على الابتكار والإبداع قديمًا، ذلك أنها كانت تحوي أعداد كبيرة من شخصيات ذات خلفيات ثقافية مختلفة، فيجتمعون ويتناقشون وبالتالي تتولد عندهم أفكار تتصادم وتلقح بعضها البعض، وقد أثمرت عن نتائج لا مثيل لها، ونستطيع أن نلمس تلك الثمار بأيدينا في الوقت الحاضر.

وفي العصر الحالي، تحتضن الندوات ومواقع التواصل الاجتماعي كثير من العقول، وتمهد لهم بيئة خصبة للابتكار والإبداع، وحري علينا أن ننوه أن البيروقراطية لا تعني دومًا الإبداع، فالبيئات المنظمة قد يخرج منها شخص عقيم الفكر، وقد يولد من رحم العشوائية مبدع لا مثيل له، فالأمر يتطلب منك نية صادقة، يصحبها عزم قوي.

جلسة توليد الأفكار

يطلق لفظ جلسة توليد الأفكار على الطريقة التي يقوم بها العقل حال رغبته في خلق الأفكار الجديدة، وهي الخطوة الأخيرة التي يقوم بها الفرد، قبل أن يعرب عن أفكاره المميزة، وهذا اللفظ يشمل المدة الزمنية التي يستغرقها الفرد، ولا بد أن ننوه أن المدة الزمنية وطريقة التفكير، يختلفان من شخص لآخر حسب القدرات.

فإذا كنت في الصف وسألك المعلم عن اسمك، تراك تجيب عن سؤاله بتلقائية، دون الحاجة إلى التفكير أو الوقت، أما إذا سألك عن حاصل ضرب عدد ما في آخر، فلابد لك من استغراق بضع ثوان وربما دقائق حتى تستطيع الإجابة على السؤال (أي لا بد لك من عقد جلسة تفكير)، وكأنك تقول لعقلك، دعنا نفكر.

العصف الذهني

هذا وعلينا القول أنه على الرغم من أهمية ممارسة العصف الذهني، إلا أن هذه الطريقة لا تؤتي بثمارها في كل المواقف، ولا مع كل الأشخاص، حيث يواجه الكثيرون مواقف محرجة أو غريبة، تمثل عائق كبير لهم عن الإبداع خلال جلسات العصف الذهني المباشر، لذلك يمكن أن تتم هذه الجلسة عبر الإنترنت.

نصائح هامة تعزز قدرتك على الإبداع

لقد قام الأخصائيين النفسيين ومدربي التنمية البشرية، بتقديم بعض النصائح الهامة، التي تمهد طرق توليد الأفكار الإبداعية للفرد، وهذه النصائح تهدف في المجمل إلى كسر القيود والمعوقات النفسية والاجتماعية التي توارثناها إلى أن تأصلت في ذواتنا، بالإضافة إلى الخوف والتوجس الدائمين، ومن أهم هذه النصائح:

  • مارس الفنون بأنواعها، فهي تعتبر من أكثر المجالات المشبعة للفرد، كما أن ممارستها تحسن الذوق إلى حد كبير، وتثري الخيال فينا، وبالتالي تعين على الإبداع والابتكار.
  • اخرج عن المألوف ومارس بعض الكوميديا، فالخروج عن النص وإحداث حس فكاهي يتطلب منك بعض الإبداع حتى تحظى بالإثارة والضحك.
  • اصنع مشاهدك الخاصة، حيث يرى كثير من مدربي التنمية البشرية، أن الشخص الذي يتمتع  بالقدرة على خلق مشاهد خيالية أو حتى واقعية يشوبها الخيال، يكون له قدرة خارقة على الإبداع مقارنة بغيرة.
  • تميز بالحضور الذهني، عليك أن تدرب نفسك على ملاحظة كل ما يدور حولك، وأن تحاول تحليل الأشياء واستنباط الأحكام.
  • كن شخصًا لماحًا، فنيوتن لم يكن أول شخص رأى التفاحة تسقط، لكنه كان يتميز بشدة الملاحظة، وتعتبر هذه النقطة، من أهم النصائح التي تمهد لك طرق توليد الأفكار الإبداعية.
  • مارس التأمل الخارجي، ويقصد به تقوية النفس وتعزيز الشخصية عن طريق مراقبة الفضاء، والأشياء من حولك، فهذا من شأنه أن يقوي روح الإبداع فيك.
  • لا تهمل التأمل الداخلي، ويقصد به أن تلاحظ نفسك وذاتك، وأفكارك ومشاعرك، حيث يسفر التأمل عن أفكار أكثر من رائعة.
  • مارس العصف الذهني، ويقصد به التفاعل المباشر مع بعض الشخصيات الأخرى، إذ أن هذه الطريقة من أكثر الأشياء التي تكسب الشخص الخبرات.

بذلك نكون قدمنا لكم دليلًا شاملًا عن طرق توليد الأفكار الإبداعية، هذا إلى جانب ذكر طرق وخطوات مدروسة ومجربة تعينكم على الإبداع والابتكار، وينبغي على كل ذي عقل أن يبذل قصارى جهده لكي يترك أثرًا طيبًا في حياته، ليتذكره به من يأتي بعده، مثلما يتذكر هو من جاء قبله، وقد تعلمنا أن من لم يزد شيء في الحياة فهو فيها زائد، لذا كن ذا أثر ولا تتقاعس.

اقرأ أيضاً: نصائح لتعزيز السعادة والتخلص من الأفكار المحزنة

قد يعجبك ايضا