الفرق بين علم النفس والتنمية البشرية

يغفل الكثير من الناس الفرق بين علم النفس والتنمية البشرية بل ويعتبرون أن التنمية البشرية هي مختصر لعلم النفس، لكن في الحقيقة أن كلٍ علم قائم بذاته وله الكثير من النظريات والاتجاهات المتنوعة، لذلك سنناقش من خلال هذا المقال ما هو علم النفس؟ وما هي السيكولوجية التي تجعله يختلف عن علم التنمية البشرية.

ما هو الفرق بين علم النفس والتنمية البشرية

يعتقد الكثير  أن التنمية البشرية جزء من علم النفس، وهذا فهمٌ خاطئ لأن كل مجالٍ منها مستقلٌ عن الآخر وله الكثير من المراحل والتطورات المختلفة، كما أن التنمية البشرية ليست بعلم لأنها لم تخضع للدراسات العلمية التي تعتمد على تفسير وتحكيم لكنها من العلوم الحديثة التي لايوجد لها أي أصل في الماضي، وحتى نفهم الفرق بين التنمية البشرية وعلم النفس سنتناول كل مفهوم منها بالشرح والتفصيل.

نقاط الاختلاف

كلنا نعلم أن المستشفيات والمصحات النفسية يشرف عليها أطباء نفسيين وليس مدربي التنمية البشرية، وليس معنى اللجوء لطبيب نفسي أن المريض غير عاقل، فالأخصائي النفسي يعلم أكثر عن تكوين الإنسان وسيكلوجية تفكيره وبالتالي تكون نتائجه أفضل. التنمية هي عبارة عن مجموعة من الخبرات لأشخاص ناجحين ينقلونها إلى غيرهم، لكنها قد تكون غير مجدية مع الجميع بسبب الفروق الفردية في الظروف المحيطة بالإنسان واختلاف طرق تفكيره، ومن أهم هذه الاختلافات بين المجالين ما يلي:

  • علم النفس أفضل من التنمية البشرية لأنه يراعي الفروق الفردية بين الأشخاص.
  • يركز علم النفس على ضرورة قيام الفرد بدوره بكفاءة على عكس التنمية التي تعتبر الإنسان عادياً طالما لم يقم بإنجاز ما يشعره بالدونية والإحباط.
  • تعتمد التنمية البشرية على النمذجة بينما يحث علم النفس على البحث عن الدور الاجتماعي التي يستطيع الإنسان التميز فيه.
  • انتشرت التنمية البشرية بسبب اعتمادها على التشويق وجذب الناس على عكس علم النفس.
  • من الخطأ استخدام التنمية البشرية في علاج الأمراض النفسية لأنها بعيدة كل البعد عن هذا العلم.
  • يهدف علم النفس إلى التخلص من المعاناة النفسية بينما التنمية تهدف إلى العيش بسلام.

أوجه التشابه

قد نلاحظ مؤخراً أن جميع علوم المعرفة المتطورة تتجه نحو التخصص، إلا أن موضوعها المشترك هو السلوك الإنساني، فكل مجال يثري الآخر ويكمله وصولاً للهدف الأكبر وهو تقويم سلوك الفرد والوصول به إلى أعلى درجات الكمال البشري كلٌ في تخصصه.

ماهو علم النفس

يعد علم النفس من العلوم التي تهتم بدراسة وتفسير السلوك الإنساني والدوافع التي أدت إليه، ومعرفة كيفية السيطرة عليه والتحكم به، وهو من العلوم الحديثة المثيرة للاهتمام التي لم يكن لها انتشار كبير في الماضي، والقائمة على أدلة تجريبية ومثبتة بحث ودراسة، كما أنه يساعد على فهم أنواع الشخصيات وأنماط تفكيرها مما يساهم في اتباع الطريقة الأمثل لتطويرها.

تخصص علم النفس

يختص هذا العلم في التنمية الشخصية والجسدية والاجتماعية والمعرفية والعاطفية للفرد منذ الولادة حتى الممات، و تتم دراسة هذا التطور على خلفية كبيرة من المجالات التطبيقية والنظرية، ويوفر الكثير من الحقول والمجالات المتنوعة لذلك يجب أن يكون الدارس ملم بكل أساسياته الدراسية، ولقد اهتمت الوزارات التعليمية في جميع البلاد بإدراج هذا العلم في أنظمتها الدراسية، ومن أهم التخصصات التي اهتم بها علم النفس ما يلي:

تحليل السلوك التطبيقي

الذي يعتمد على تطبيق مبادئ التعلم لتعزيز قدرات اختيارات الأفراد، فهو يعمل على إعداد الشخص لتلبية الاحتياجات السلوكية لهم خاصةً الذين يعانون من أمراض التوحد وإعاقات النمو، ويتضمن هذا العلم تحليل السلوك وتقويمه الوظيفي والتنموي، بجانب تحليل السلوك التطبيقي ودوره في الصحة العقلية و أمراض الشيخوخة.

علم نفس الطفل السريري

يهتم علم النفس السريري للطفل بالاضطرابات السلوكية والعاطفية التابعة لتطور الأطفال والمراهقين، ومعرفة كيفية الوقاية منها وتقديم الرعاية النفسية والدعم لعلاج الأطفال والشباب من خلال دراسة العمليات التنموية الدافعة للتغييرات المنهجية في حياة الطفل بالإضافة إلى تعلم مهارات تقييم الأشخاص.

علم النفس التربوي

يهدف هذا العلم إلى دراسة سلوك الفرد ومدى تأثير بيئة التعلم عليه، وتكمن أهميته في إمكانية تحديد الاضطرابات النفسية ومعالجة بعض الأمراض التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، ويمكن للمتخصص في هذا المجال أن يصبح معالجاً نفسياً وذلك بالالتحاق بالدراسات العليا حيث يصبح متخصص في العلاج السلوكي والإرشاد النفسي.

علم النفس السريري

يساهم هذا العلم في تهيئة المدارس لممارسة مهنة علم النفس الإكلينيكي هو الذي يتضمنه التشخيص والعلاج السريري الأمراض السلوكية والاضطرابات النفسية، فهو متخصص في تقييم الشخصية وتعديل السلوك والعلاج المعرفي السلوكي ومهارات التدخل العلاجي.

علم النفس التطبيقي

يهتم بتطبيق النظريات والأساليب النفسية على المجتمع، بالإضافة إلى الدراسة العلمية للشخصية الإنسانية والمجتمعية، وله الكثير من الفروع والتخصصات من أشهرها (علم النفس المجتمعي) و(الموارد التنظيمية والبشرية).

فائدة دراسة تخصص علم النفس

فضلاً عن دور هذا العلم في المجال الوظيفي إلا أنه يساعد الدارس في حياته اليومية وحل الكثير من المشاكل التي تواجه على الصعيد الشخصي، بالإضافة إلى أنه يمنحه مهارة التعامل مع الناس وتكوين العلاقات التي تحقق الانسجام والرضا المتبادل، بالإضافة إلى أنه يقدم الكثير من الأدوات والمفاهيم المهمة التي ترفع من كفاءة الشخص، بجانب بعض الفوائد الأخرى التي من أهمها:

تعلم استراتيجيات النجاح

يساعد هذا العلم في تطوير استراتيجيات النمو الشخصية وتعلم سيكولوجية النجاح؛ حيث يصبح الشخص أكثر وعيًا بأفكاره ومعتقداته ويكون أكثر استعداداً لتطوير عاداته وسلوكياته التي تقوده نحو نجاحٍ أكبر في الحياة.

العلاج الشخصي

يعد الفرق بين علم النفس والتنمية البشرية أن علم النفس يساعد الشخص على التغلب على خوفه من بعض الأشياء، وذلك من خلال العلاج السلوكي المعرفي الذي يعمل على تعزيز الأفكار الإيجابية وجعلها جزءًا راسخًا من الذخيرة المعرفية والوصول إلى العيش بطريقة أكثر صحة ونجاح.

تعلم مهارات حل المشكلات

يعمل علم النفس على تحسين مهارات الشخص في حل المشكلات مما يرفع من قدرته على إدارة ظروف الحياة وتطويع السلوكيات والأدوات للوصول إلى تحقيق الأهداف الشخصية، كما أنه يلعب دوراً كبيراً في جودة اتخاذ القرارات واتباع أفضل الخيارات بطرق مدروسة للتغلب على العادات والتحيزات الغير مرغوب فيها.

امتلاك مهارات التفكير المنطقي

دراسة علم النفس لها دورٌ كبير في تحسين طريقة التفكير والتساؤل من خلال تعزيز المهارات الاستدلالية والتحليلية، ولا تقتصر عملية التعلم على الدراسة داخل الفصل فقط بل يكن من خلال تطبيق هذا العلم في التعامل مع الآخرين وإتاحة فرصة رؤية العديد من النظريات العلمية للسلوك البشري وتجربتها في العالم الحقيقي.

تعلم تقنيات الحفظ

الفرق بين علم النفس والتنمية البشرية كبير فعلم النفس ينفرد بدراستة ومعرفة تقنيات الحفظ التي تساعد على اجتياز الامتحانات و العروض التقديمية للعمل بنجاح حيث تعمل دراسه علم النفس على تعليم الطالب كيفية اكتساب الذاكرة وأفضل طرق لاستخدامها، بالإضافة إلى تعلم التقنيات والأساليب التي تعمل على رفع كفاءة وقدرة الذاكرة.

ما هي التنمية البشرية

حقيقةً لا يوجد إلى الآن تعريف موحد يشير إلى المفهوم الحقيقي للتنمية البشرية ويعتمد تعريفها على الباحثين والمختصين الذين حاولوا وصفها من عدة زوايا حسب منظورهم الشخصي، لكن يجب أن نتفق أن التنمية البشرية لا يجوز تصنيفها ضمن العلوم نظراً لتباين واختلاف النتائج الناجمة عن ممارساتها.

العلم هو ما يتم إخضاعه للتجارب والتحاليل والاستنتاجات والقياس والخروج بنتائج محددة، لكنها تهتم بجانب التغيير والنجاح من خلال الشعارات الواهية والقواعد التي لا وجود لها في الواقع، ولا علاقة لها بتنمية المهارات على عكس علم النفس الذي يساهم في تطوير المهارات والموارد البشرية.

هل التنميه البشريه علم

إذا افترضنا أن التنمية الذاتية والتطوير يساهم في صحة نفسية أفضل وإنتاجية أكثر من خلال الكثير من الأشياء التي تضيف للشخص دون استغلاله ماديًا ومعنوياً، وذلك من خلال قراءة السير الذاتية التي تؤثر على القارئ وتلهمه بكثير من الأفكار وتساعده على مواجهة التحديات والصعوبات وتجاوزها، فعندما يقرأ الشخص عن أفراد مرتبطين بنفس هدفه سيجد الكثير من الحماس والتحفيز.

الرأي المعارض للتنمية البشرية

قيل أن الكثير ممن ينتهجون منهج التنمية البشرية يلعبون بعقول الناس واستغلالهم في إنتاج الكثير من الدورات والمحاضرات بمبالغ كبيرة، وفيها يتم شحن وتحفيز السامع بطاقة عالية وما أن يخرج من القاعة حتى يشعر باليأس والإحباط، فهي تتحدث عن كيفية تفجير الطاقة الكامنة والوصول إلى تحقيق الأهداف دون تجارب علمية ناجحة ملموسة، فهي مرض خطير انتشر عن طريق بعض العقول الفارغة وجعل أشخاص لا قيمة لهم في الحياة من النماذج الناجحة في المجتمع.

اقرأ أيضاً: مجالات التنمية البشرية

يكمن الفرق بين علم النفس والتنمية البشرية في أن علم النفس يساهم في تعلم الأدوات والمهارات التي توصل إلى النجاح والتغيير للأفضل من خلال الكثير من التجارب والأساليب المدروسة والمثبتة علمياً وعملياً، بعيداً عن التحفيز بالشعارات الواهية والأساليب الفارغة من المحتوى والمضمون الفعلي.

قد يعجبك ايضا