الذكاء الاجتماعي ومهارات التواصل الشخصي

يقصد بالذكاء الاجتماعي ومهارات التواصل الشخصي حسن تعامل الشخص في العلاقات الإنسانية ولا يقصد به سن معين فيعتمد في تعريفه على كبار السن والأطفال والشباب والذكور والإناث أيضًا.

وعند ذكر كلمة “ذكاء” يفهم الكثير أن المقصود الذكاء العقلي وهو خاص بالجينات، إلا أن المقصود هنا ليس هذا الذكاء والذكاء الاجتماعي ليس فطريًا بل مكتسب.

فلا يوجد أحد يخلق ذكيًا اجتماعيًا بل يكتسب الفرد المهارات التي تساهم في جعله ذكيًا اجتماعيًا.

الذكاء الاجتماعي

"<yoastmark

عندما نطلق على شخص بأنه يمتلك الذكاء الاجتماعي يُفهم على الفور أن هذا الشخص قادر على التواصل بنجاح مع الآخرين

كما يشعر بهم ويُلاحظ العفوية في تصرفاته وكلامه.

فقد نعتقد أن مثل هؤلاء الأشخاص يمتلكون مهارات خاصة، إلا أنهم في الحقيقة أذكياء اجتماعيًا.

مهارات الذكاء الاجتماعي

للذكاء الاجتماعي مهارات عدة وعلامات كثيرة تعرف من خلالها أن الشخص ذكي اجتماعيًا، مثل العلامات الآتية:

مهارة التحدث والحوار

من المرجح أنك تعرف العديد من الأشخاص الذين إذا وجدوا في جلسة اجتماعية بها الكثير من الأشخاص تجدهم محور الكلام ومستحوذون على اهتمام الآخرين.

هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم الذكاء الاجتماعي فنجدهم بارعون في انتقاء كلماته والتحدث بلباقة وبأسلوب مفهوم مع الجميع.

كما أن لديهم حس فكاهة مناسب، مما يسهل التواصل والحديث معهم.

مهارة الاستماع الجيد

يتميز الشخص الذي لديه مهارة الذكاء الاجتماعي بجانب تواصله الجيد من خلال الكلام وحس الفكاهة.

إلا أنه يتسم بالاستماع الجيد للشخص المتحدث والاهتمام بما يقال.

مما يعطي شعور الشخص المتحدث باهتمام هذا الشخص لحديثه وينتج عن ذلك الراحة التامة للمتحدث.

قلة الجدال

فالشخص الذي يطلق عليه ذكي اجتماعيًا قليلًا ما تجده يجادل بل يتقبل وجهات النظر بصدر رحب وإن كانت تخالف آرائه، وهذا عكس الشخص الذي يفتقر لهذا الذكاء فتجده سريع الانفعال والتعصب.

مهارة الشعور بالآخرين

فيتميز الشخص الذكي اجتماعيًا بالشعور بالآخرين وفهمهم وعدم التقليل من شأنهم.

مما يجعلهم مستمتعين بالحديث معه وإعطائه فرصة المساعدة في حل مشكلاتهم.

معرفة العادات والمعايير الاجتماعية

فالشخص الذي يتسم بالذكاء الاجتماعي يكون قادرًا على التعامل مع مختلف الأشخاص في مختلف الأماكن والمواقف والتعامل برسمية أو غير الرسمية.

فوائد الذكاء الاجتماعي

"<yoastmark

مما لا شك فيه أن التواصل مع الآخرين بنجاح يعطينا السعادة وهذا ما نلاحظه فورًا إلا أن له فوائد أخرى منها:

  • ثبت علميًا أن الذكاء الاجتماعي يحسن الجهاز المناعي ويزيد القدرة على مقاومة الأمراض.
  • كما أن عدم التواصل مع الآخرين يؤدي إلى الشعور بالوحدة والدخول في حالة اكتئاب.
  • وعكس ذلك عند التواصل بنجاح فتتجنب الاكتئاب والشعور بالوحدة وتشعر بالتناغم مع أفراد المجتمع.
  • الذكاء الاجتماعي يؤدي إلى التواصل بنجاح وتكوين علاقات في مختلف المجالات والتي تنعكس إيجابًا على جميع مجالات الحياة.

كيفية تطوير الذكاء الاجتماعي

من الأمور الهامة التي لابد من العمل على تطويرها هو الذكاء الاجتماعي وذلك لأن العلاقات الشخصية الجيدة تساهم في تحقيق النجاح والسعادة،

وفيما يلي طرق تطوير الذكاء الاجتماعي:

الوعي العاطفي

وذلك بأن يكون الشخص مدركًا بالعلامات الجسدية التي تظهر عليه إذا انتابته العاطفة كنبضات قلبه وتعرقه وتوتره.

مما يسهل ذلك في التعامل في حركاته وأفعاله الخارجية والتواصل مع نفسه جيدًا قبل التواصل مع الناس.

التنبه إلى محيطك

فالأشخاص الذين يتسمون بالذكاء الاجتماعي بدقة الملاحظة ومعرفة التفاصيل الصغيرة الخاصة بالأشخاص حولهم.

لذا خذ الخطوة في طريق تطوير الذكاء الاجتماعي و قم بالمراقبة والتركيز على محيطك وعلى التفاصيل الدقيقة الخاصة بالأشخاص.

اقرأ أيضًا: مهارة الإنصات والاستماع | البوابة الذهبية لبناء علاقات ناجحة

احترام الآخرين

وأول خطوة لذلك هي السعي لفهم الشخص أولًا وتجنب إطلاق الأحكام على الآخرين.

حيث يسبب إطلاق الأحكام على الآخرين في التعامل معهم حسب الصورة التي رسمتها لهم في ذهنك.

تجنب التجاهل

ويتم ذلك من خلال تقديرك للأشخاص الذي تكن لهم الحب والمودة فأظهر لهم الاهتمام بمشاعرهم و جوانب حياتهم المختلفة.

وذلك لأن تجاهل الشخص يسبب ضياع فرص التواصل الفعال معهم، وهذا لا يفعله الشخص الذكي اجتماعيا.

تعلم فنون حل النزاعات والمشكلات

حيث تعد الخلافات والمشاكل أمر طبيعي بين الناس فلابد من تعلم طرق حل هذا النزاع بطريقة ترضي جميع الأطراف وتدمير الخلافات للأبد.

فعليك بتعلم حل النزاع بطرق صحية والعمل على الاستماع لجميع الأطراف، وتجنب تأييد شخص عن شخص لقربه إليك فهذا مخالف لقوانين النزاهة الشخصية.

القدرة على تحليل لغة الجسد

حيث تعبر لغة جسد أي شخص عن حقيقة القول وعدمه وأيضًا يؤدي فهم لغة الجسد إلى فهم شعور الشخص دون التفوه بكلمة.

إتقان مهارة المحاورة

فالشخص الذي يتم إجباره على الاقتناع لا يقتنع أبدًا، فعليك أن تفهم وجهة نظر الأشخاص ومعرفة موقفهم وتحديد أفضل طريقة للتحاور معهم.

فعليك العمل على تكوين بعض الأسئلة التي تكون الإجابة عنها بالموافقة مثلا والكثير من طرق إتقان المحاورة.

الحرص على المشاركة في المناسبات الاجتماعية

حيث تحتوي العديد من المناسبات الاجتماعية على الكثير من الأشخاص وعلى هذه زيادة معرفتك عن الأشخاص وأساليب التعامل معهم.

اقرأ أيضًا:معنى كلمة كاريزما | كيفية التمتع بالشخصية الكاريزمية؟

الثقة بالنفس والذكاء الاجتماعي

تعدّ ثقة الشخص في ذاته وقدراته هو من أهم الأشياء التي لابد أن يقوم الشخص بتطويرها.

حيث عدم وجود الثقة في النفس تفوت على الشخص فرص كثيرة للتواصل، وتأخر أن يكتسب الشخص الذكاء الاجتماعي.

فلابد من وصول الشخص إلى الثقة التامة بالنفس وبقدراته العدّة للوصول إلى تقييم جيد لذاته والحصول على أساليب تواصل فعالة وجيدة مع الناس.

كما تعمل الثقة بالنفس على تجنب النقد الذاتي  المدمر أيضًا.

فالشخص الغير واثق من نفسه قد يظل ينتقد نفسه على أشياء تافهة والدخول في مرحلة اكتئاب وغير ذلك من الأعراض الناتجة عن الثقة في النفس.

لابد من العلم أن كل الأشخاص قادرين على تطوير الذكاء الاجتماعي والثقة بالنفس كلّما عليك هو أن تطلق العزم على التطوير فالأشخاص الواثقين والأذكياء اجتماعيا قاموا بذلك.

تقوية الثقة بالنفس لتنمية الذكاء الاجتماعي

"<yoastmark

للوصول إلى الذكاء الاجتماعي يجب عليك العمل على تقوية الثقة بالنفس أولا ويتم ذلك من خلال:

تقبل الذات

فيجب على كل شخص العمل على تقبل ذاته كما هي فالبشر بطبيعة الحال مختلفون دميعًا عن بعضهم.

لذا يجب عليك تقبل كونك شخص فريد ومختلف عن غيرك.

التفكير الإيجابي

حيث يجب على الشخص تشجيع نفسه على أن يصبح واثق في نفسه وذكي اجتماعيًا وذلك من خلال التفكير الإيجابي وعدم ذكر الذات بشيء سلبي.

فلا يجب أن تقول لنفسك أنا شخص انطوائي، أو أنا شخص غير محبوب لأن ذلك لا يعمل أبدًا على مصلحتك  بل يعمل على إحباطك وتقليل نسبة نجاحك في الحياة.

عدم مقارنة نفسك

فلا يجب على الشخص أن يقارن مميزاته بمميزات غيره أو مقارنة نجاحه بنجاح غيره، فيجب العمل على تقبل الذات كما سبق وتحدثنا.

كما تؤدي مقارنة النفس مع غيرها إلى تثبيط الإمكانيات وإلى عدم الثقة بالنفس.

قم بالأفعال التي يقوم بها الأشخاص الواثقون في نفسهم والأذكياء اجتماعيًا وذلك عملًا بالمثل القائل “تظاهر أنك تستطيع حتي تستطيع”.

تقبل أخطائك الشخصية واعلم أنها تجرِبة تتعلم منها ولا النقد المدمر للذات.

 

قد يعجبك ايضا