كيفية التخلص من الوحدة

قد يخطئ البعض في استيعاب مفهوم الوحدة، فليست الوحدة إطلاقًا هي عدم وجود الأشخاص في المحيط الواحد، فالكثير منّا قد يشعر بالوحدة وهو بالفعل وسط حشدٍ كبير من الناس، لذا فاعلم الآن كيفية التخلص من الوحدة وانفض غبار المشاعر السلبية التي قد تُسببها في النفس، فأنت في غنى عن عيش حياة مليئة بالاكتئاب يشوبها أي آثار نفسية.

ما يعنيه مفهوم الوحدة 

الكثير منّا قد يسعى نحو التخلص من الوحدة دون إدراك مفهومها الحقيقي، فهي ذاك الشعور الذي ينتابك وبقوة للانعزال عن الآخرين، فلا تشعر بوجود أدنى صلة مع من حولك، فقد تقطعت كافة سُبل الوصل بينكم، ولم يعد للمناقشة والتواصل طريقًا قط، فقط كل ما تهواه نفسك هو الانعزال والانطواء وعدم المشاركة في أي نشاط.

لا يعني ذلك الإحساس بالسعادة، بل على العكس تمامًا فهؤلاء الأشخاص المصابين بالوحدة دائمًا ما يلازمهم كافة المشاعر السلبية من الملل والفراغ، ولكن قد يتفاوت الشعور بالوحدة ليندرج ضمن مستويات عدة أقلها هو المشاركة مع الآخرين ولكن لفترة قصيرة مع أُناس معدودة.

طرق التخلص من الوحدة على حسب نوعها

لا ينفي تعدد أنواع الوحدة حقيقة الشعور بها، فمهما اختلف السبب أو حتى الشعور من شخص لآخر، تظل في كونها الآفة الوحيدة التي تمنع الفرد من الاستمتاع بحياته وإيجاد متعته فيما يحب، بل على النقيض تمامًا فهي تأسرك في قوقعة اليأس والإحباط، وهنا يظهر دور الإرادة والعزم في التخلص منها، وتتمثل أنواعها فيما يلي:

الوحدة الاجتماعية 

ينبع الشعور بهذا النوع من الوحدة جرّاء فقد التواصل مع الآخرين وعدم تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية متعددة، ولكن لم يأتي هذا الشعور هباءً، بل اعتمادً على أسباب ملموسة منها الانتقال إلى مدينة جديدة، وهذا الأخير يعود بافتقار الأصدقاء والجيران والمعارف، والآن عليك التخلص من وحدتك وبناء قاعدة من الأصدقاء.

الوحدة العاطفية 

تنتشر الوحدة العاطفية بشكل كبير بين أفراد المجتمع، إذ تنعكس كنتيجة لفقد عزيز مثل الأب أو أحد أفراد الأسرة عامةً، حينئذٍ تجد نفسك وحيدًا وسط الجموع، أو كنتيجة للانفصال بين الزوجين، أو حتى افتقار المشاعر العاطفية من الأساس دون الفقد، والطريقة المُثلي للهروب من هذا النوع، هو الانخراط في المجتمع ووضع أهداف جديدة ومتطورة يسعى للوصول إليها.

اقرأ أيضاً: تعرف على اختبار هل أنت إنسان طبيعي

أعراض الشعور بالوحدة

يلازم إحساس الفقد الوحدة بشكل كبير، بل يكاد يكون هو الركيزة التي تعتمد عليها الوحدة، فليس من السهل أن تعيّ الإجابة على جملة “كيف أتخلص من الوحدة” دون إدراك أعراضها والتعرف عليها أولًا.

  • فقد الشغف تجاه ممارسة كافة الأمور الحياتية.
  • عدم إدراك قيمة الذات وفقد الثقة بالنفس.
  • فقدان التركيز وقد يصل إلى مرحلة التشتت في أحيانٍ كثيرة.
  • الشعور بالقلق بصفة مستمرة وكذلك الاضطراب والتوتر.
  • الإحساس بألام جسدية مختلفة واستهلاك الطاقة.
  • الانحراف والميل عن الطريق الصحيح مثل تعاطي المخدرات.
  • عدم الرغبة في تناول الطعام.
  • فقدان القدرة على مواجهة الحياة والشعور بالإحباط واليأس.
  • الانشغال بالأمور الفرعية بصورة واضحة كالتسوق ومشاهدة الأفلام.

بالنظر لتلك الأعراض السابقة قد نتوهم للحظة أن الوحدة ما هي إلا مرض مزمن يجتاح سعادة الإنسان ولا مفّر منه، ولكن على العكس تمامًا فإذا قاومته تستطيع النجاة منه والعودة للحياة الطبيعية بسلاسة، فكلنا معرضون لهذا الشعور في أحيانٍ كثيرة، ولكن علينا بالمبادرة نحو التخلص من الوحدة.

الأسباب الخفّية وراء الشعور بالوحدة 

على قدر ما تضم الوحدة المزمنة بعض الأعراض لتنوه عن وجودها، إلا أن هناك بعض الأسباب أيضًا التي قد تصل بك إلى فجوة الوحدة، وتتمثل هذه الأسباب فيما يلي:

تغيير السكن 

يندرج ضمن أوجه الشعور بالوحدة الانتقال إلى سكن جديد لم تتمكن من تكوين صداقات فيه بعد، وهنا قد يكون السكن الجديد مدرسة جديدة أو جامعة جديدة وغيرها، ولكن هذا النوع من الوحدة قد يزول بالتكيف مع مرور الوقت أو لا يزول.

الاضطرابات النفسية 

الأشخاص الذين يعانون من فقد الثقة بالنفس ونقص احترام الذات وعدم إدراك قيمتها هم أكثر عُرضة للشعور بالوحدة، ولا يتوقف الأمر عند تلك القشور من المشاعر السلبية، بل يلحق بالقوس أيضًا من يعانون من الاكتئاب والخوف والقلق والتوتر المستمر، وفي أحيانٍ كثيرة قد يكون الاضطراب العقلي وفقد القدرة تجاه التعبير عن النفس هو المتسبب بذلك من الأساس.

التربية الخاطئة منذ الطفولة 

قد تتسبب المشاعر السلبية التي يُكنها الطفل بداخله منذ الطفولة في جعل نشأته معتمدة على القلق والتوتر الدائم، والذي بدوره يترسخ في النفس ليظهر من خلال تفضيل الوحدة والعزلة عن مواجهة الآخرين والتعامل معهم، وأيضًا التعرض لصدمات مختلفة في مرحلة المراهقة قد لا يزول أثرها، بل ويخلف بعده افتقاد الأمان والمصداقية في التعامل.

التعرض للإعاقات الجسدية 

تعزز الأمراض الجسدية أو الإعاقات بصفة عامة من الشعور بالوحدة، إذ لا يستطيع الفرد التأقلم مع المحيطين والإحساس بالعجز الدائم خوفًا من نظرة الآخرين له.

فقدان الأحباب 

في الكثير من الأحيان قد يتسبب فقدان شخص عزيز في اللجوء للوحدة وعدم الرغبة في الخروج من تلك القوقعة بتاتًا، وكذلك بُعد الأصدقاء والخصام الناشئ بينهم، وفي حالات الطلاق أيضًا.

الآثار النفسية للوحدة 

لا تتوقف الوحدة عند كونها عّرض فحسب، بل تمتد لتخلُف وراءها العديد من الآثار النفسية التي تلازم الشخص، ومنها ما يلي:

  • اتخاذ السلبية منهاجًا أساسيًا له عند النظر لكافة الأمور والأشياء من حوله، فلم يعد للإيجابية حيز بداخله إطلاقًا.
  • الإحساس الدائم بالفشل والإحباط، وكذلك الارتياب المزمن من التقدم ولو بخطوة تجاه أي نجاح، وهنا يتوجب عليك التسارع بالبحث عن كيفية التخلص من الوحدة.
  • التقوقع داخل روتين ثابت خلال اليوم بعيدًا كل البعد عن الشروع في اتخاذ خطوات جدّية نحو التجديد.
  • فقد الثقة بالنفس ونقص احترام الذات، بل قد يصل إلى الشعور أحيانًا بأنه شخص غير مرغوب به من قِبل الآخرين.
  • تقليص العلاقات الاجتماعية مع من حوله، والابتعاد عن كافة وسائل التواصل.
  • أحيانًا قد تتضاعف تلك الآثار السلبية لتصل إلى الإصابة بالاكتئاب وانفصام الشخصية والخوف من الآخرين.
  • الرغبة الشديدة في النوم أو حتى البكاء بدون سبب في أحيانٍ كثيرة، فقط من أجل التخلص من الوحدة.

عواقب الوحدة على الصحة الجسدية للإنسان 

في أحيانٍ كثيرة قد لا تنحصر الوحدة في التسبب بالآثار السلبية فقط، بل تتسبب بظهور بعض الانعكاسات الصحية أيضًا على الجسد، وتتمثل تلك الانعكاسات فيما يلي:

  • قد تتسبب أحيانًا بحدوث اضطرابات وارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته.
  • في أحيانٍ كثيرة قد تأتي بزيادة النهم تجاه تناول الطعام، فكلما ازداد تعرضه لشعور الجوع كلما تفاقمت مشكلات السمنة لديه، وهذه الأخيرة قد تؤثر نفسيًا بشكل آخر.
  • قد يعقُب ارتفاع ضغط الدم والسمنة في بعض الاحيان إلحاق الضرر بالقلب.
  • فقد الشغف تجاه ممارسة الرياضة والتمارين، وكذلك اللجوء إلى التدخين للبعد عن التوتر والقلق.
  • الإحساس بعدم القدرة على الحركة، وبالتالي الكسل المستمر والخمول تبعًا.
  • ضعف مناعة الجسم، مما يجعله عُرضة للأمراض بشكل أكبر من غيره.
  • تعزز الوحدة من زيادة فرص التعرض للإصابة بالزهايمر ومواجهة خلل في القدرات العقلية.
  • قد يتضاعف ارتفاع ضغط الدم الذي تسببه الوحدة لدى النساء وصولًا للتعرض إلى مرض القلب التاجي.

الآن وبعد أن تداركت كافة تلك المخاطر التي قد تتسبب بها الوحدة، هل لازلت إلى الآن لا تنوي البحث عن كيفية التخلص من الوحدة، ماذا تنتظر!، بادر الآن وتعرف على كيف يمكنك التخلص من هذا الشعور قبل أن يقتحم حياتك.

اقرأ أيضاً: كيفية التغلب على الفشل والتخلص من هذا الشعور 

خطوات تعينك على التخلص من الوحدة 

بكافة ما تم التنويه له عن أسباب وأعراض الوحدة وما تتركه من آثار سلبية في النفس والصحة، فأنت الآن من المحتمل شعورك بأنها مرض جائح لا خلاص منه، انتظر ولا تتوهم! انفض غبار يأسك واستمتع بالخبر السار الآن، ألا وهو وصولك للأمور التي تساعدك في التخلص من الوحدة وتخطيها نهائيًا.

القراءة وحضور الدورات الخاصة بالتنمية البشرية 

من الأسس التي يُنصح بها دائمًا لتخطي الشعور بالوحدة هي القراءة، إذ تعد بمثابة العامل المحفز لتغيير الحالة النفسية من الأسوأ للأفضل، وفي الوقت ذاته تجعلك على قدرٍ كبيرٍ من العلم، الأمر الذي يجعلك تسترجع ثقتك بنفسك، وأيضًا احرص على التسجيل في دورات التنمية البشرية لتساعدك في التخلص من كافة المشاعر السلبية والآثار النفسية التي تعقب الوحدة.

مشاركة الآخرين في المناسبات والأعمال التطوعية

حتمًا ما يدور بداخلك الآن فقط هو سؤال “كيف أتخلص من الوحدة”، ولكن كيف لك من التخلص منها دون اتخاذ الخطوات الجدية لذلك، والتي من بينها المساهمة في الأعمال التطوعية وفعل الخيرات، الأمر الذي يبث السعادة والرضا بداخلك، ووسائلها كثيرة فقط بادر بفعل ذلك.

التخطيط للسفر والقيام برحلات ترفيهية 

إذا شعرت بالملل والوحدة فاعزم الرحال وقم برحلات سياحية في كافة دول العالم إن استطعت، ولكن المَغزى هنا ليس مدينة بعينها بل قتل الروتين والتخلص من الوحدة، لذا فلا تترك لنفسك فرصة التفكير بالوحدة، بل دع نفسك تفكر في كيفية التخلص منها.

الخروج عن أسر مواقع التواصل الاجتماعي

على قدر القائدة التي تعود بها مواقع التواصل الاجتماعي في توطيد العلاقات بين الأشخاص، إلا أنها بمثابة الآفة في الكثير من الأحيان لمن يعاني من الوحدة، إذ تغمرك داخل صداقات افتراضية بعيدة عن أرض الواقع، ولكن أنت بحاجة للأصدقاء الواقعيين؛ لذا اسعَ لذلك وابتعد عن تلك المواقع تمامًا.

الانشغال بالعمل

الآفة التي تُمكّن الوحدة من التغلغل بداخلك هي الفراغ، لذا فنقيضها تمامًا هو العمل الذي يساعدك في التخلص منها، لذلك فاحرص على الدخول في عمل جيد ولا تترك نفسك رهينة الانعزال، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تحفيزك على التعامل مع الآخرين وكذلك رفع معنوياتك.

التقرب من الله والتزود الإيماني 

في أغلب الحالات قد يكون الشعور بالوحدة كنتيجة للبعد عن الله عز وجل، لذا فاحرص دائمًا على التقرب من الله، والمواظبة على الصلاة في أوقاتها والخشوع والتضرع لله، وعندها ستعُم السعادة قلبك قبل حياتك.

الكفّ عن لوم النفس 

في تلك المرحلة من طريق التخلص من الوحدة؛ أنت حتمًا ستحتاج إلى ما يجعلك مثابرًا ومقاومًا لهذا الشعور المستبد، لذا كفّ عن لوم نفسك فأنت غير مسؤول عما أنت عليه الآن، ولكن لا تنسَ أنك مسؤول عن عدم الانجراف مع تيارها.

النظر للوحدة كشعورٍ فحسب

لا تنظر لشعور الوحدة بعين الواقع المفروض الذي لا يمكن التخلص منه؛ فإن ذلك سيشكل عبء عليك ويضطرك للاستسلام لا محالة، لذا يمكنك تخطيها فقط بالاعتماد على كونها مرحلة فحسب وستمضي عاجلًا أم أجلًا.

الحنين للذكريات واسترجاعها 

جاهد نفسك على ألا تترك روحك مع تيار الوحدة والملل، فما هي إلا لحظات نعيشها فحسب، لذا فاحرص على أن تكون جميعها ىبل أغلبها سعيدة، وذلك باتخاذ الخطوة نحو استرجاع ذكرياتك القديمة التي كنت فيها سعيدًا، وحاول تجديدها مرة أخرى أيضًا.

توطيد علاقات جديدة مع الآخرين 

يعد الأصدقاء رأس قائمة ما يجب فعله لكي تستطيع التخلص من الوحدة، لذا لا تحاول الابتعاد عن أصدقائك ولا تترك نفسك فريسة لإحساس الوحدة القاتل، وإذ لم يكن هناك صداقات قديمة فأمامك الفرصة لتكوين صداقات جديدة تنفتح بك على عالم تملؤه السعادة.

استغلال أوقات الفراغ وتنظيم الوقت 

يعد الركيزة الأولى التي يعتمد عليها التخلص من الوحدة هو استثمار وقت الفراغ بشكلٍ كافٍ ليعود بالفائدة على النفس، ومن ثَم الإحساس بالرضا، وكذلك تنظيم الوقت تبعًا للأمور اليومية وتخصيص وقت معين لكل مهمة على حدى.

التجديد والتطلع إلى تعلم هوايات متنوعة 

من أكثر ما يغمرك بداخل إحساس الوحدة هو الاعتياد على روتين معين خلال اليوم دون التغيير منه، لذا فلا تسمح لذلك بالحدوث واحزم الأمر الآن على التخلص منها نهائيًا؛ بدايةّ من تعلم هوايات جديدة، والسعي لإضافة بعض النشاطات المختلفة لليوم.

الآن وبعد أن غمر الحزن السطور السابقة ما بين مشاعر الوحدة والانغلاق على النفس وذاك الشعور المميت الذي يجعلك تهوى الانعزال والانطواء، فليس عليك الآن سوى التبسّم ونفض اليأس من حولك والعزم على التخلص من الوحدة بأي طريقة، والانسجام والاندماج في مجتمع فيه الكثير من المزايا على كل حال.

اقرأ أيضاً: ما هي افضل كتب تنمية بشرية للمرأة؟

قد يعجبك ايضا