طرق التخطيط الجيد لحياة أفضل

خطط حياتك ورتب أولوياتك للوصول إلى أهدافك وآمالك بأقصر الطرق وأفضل النتائج، فالتحكم والتخطيط الجيد لكل جانب من جوانب حياتك يمنحك قدرة كبيرة على الإمساك بزمام الأمور في الحاضر، لتبنى عليها مستقبلك، ولعملية التخطيط أسس ومبادئ يقوم عليها ستكون محور حديثنا في السطور التالية.

التخطيط الجيد (Planning)

الأمر ببساطة هو محاولة التحرك في خطوات عملية منظمة عند اتخاذ القرارات والرغبة في تحقيق أهداف مستقبلية معينة، وذلك على ضوء مجموعة من المعطيات الواقعية المنظمة التي تدور كلها حول الهدف التي تسعى إليه، حيث تمثل تلك العملية البوصلة التي تُرشدك حتى الوصول إلى غايتك في خطوط مستقيمة دون إهدار للكثير من الوقت والجهد والمال.

أهمية فن التخطيط وإدارة الحياة

تنعكس خطوات هذا الفن على حياة الإنسان بالكثير من المكاسب المادية والمعنوية، حيث يترجم الفرد تفكيره لتنفيذ عمل معين في صورة خطوات عملية على أرض الواقع، العشوائية وعدم الاعتماد على خطة من الأسباب الرئيسية للفشل وعدم القدرة على إدارة شئون الحياة حتى البسيطة منها، وتتلخص تلك المميزات في:

  • الاستغلال الأمثل للموارد والإمكانيات المتاحة لدى الفرد عند التخطيط لأمر ما.
  • التخطيط الجيد يضمن التغلب على الكثير من المشاكل التي ستعيق التقدم للوصول إلى الهدف المنشود.
  • تفادي الكثير من المخاطر والخسائر عند تحقيق الهدف، والتي قد تُفسد فرحة تحقيق الأمنيات والطموحات.
  • سهولة إضافة مراحل متتالية من الأهداف بعد كل نجاح، فمخطط كل مرحلة أساس يُبنى عليه فيما بعد.
  • خلق جو من التفاهم والانسيابية عند تنفيذ العمل خاصةً عند العمل في فريق أو مجموعة كبيرة.
  • تنمية القدرة على إدارة الأزمات والتفكير المنظم الدقيق لدى الفرد، وترجمة تلك الأفكار على أرض الواقع.
  • القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة والسريعة المناسبة لكل موقف يتعرض له الشخص أثناء رحلة التنفيذ.
  • يلفت التخطيط الجيد نظر الفرد إلى الكثير من الاحتمالات والجوانب التي قد تخفى عليه عند السعي العشوائي لتحقيق هدف ما.
  • التخفيف من الكثير من الضغوط النفسية والعصبية والتي يتعرض لها الفرد أثناء تحقيق أهدافه وطموحاته.
  • تكوين صورة تقريبية عن الحياة المستقبلية، سواء المهنية أو الاجتماعية أو المادية، مما يحفز على المزيد من العمل الدؤوب لتحقيقها.

اقرأ أيضاً: كيفية التخطيط للمستقبل

كيفية التخطيط الجيد

تقوم الخطة السليمة التي تضمن النجاح في تحقيق الأهداف بنسبة كبيرة على مجموعة من الخطوات والأسس التي يجب أن تتسم بالعملية والواقعية مع المرونة والدقة، ومن أهم عمليات التخطيط التي يجب أن تصبح من أولوياتنا في الحياة عملية إدارة وتخطيط الوقت، والتي تُثمر عن نجاحات هائلة في تحقيق أكبر قدر من الغايات المنشودة، وأهم تلك الأسس:

حدد أهدافك بوضوح

استغرق الوقت الذي تحتاج إليه في تخطيط واختيار قائمة واضحة من الأهداف مرتبة على ضوء أولويات وضروريات العمل، حيث يقوم التخطيط الجيد والنجاح على تحديد الهدف المطلوب بدقة، والوعي بطبيعة هذا الهدف ومدى مناسبته لسماتك الشخصية والظروف المحيطة، والذي يمثل واحد من أهم خصائصه، كما يساعد التدرج في تنفيذ الأهداف من البسيطة السهلة على تكامل تلك الأهداف في خلق حياة منظمة تحمل قدر كبير من السعادة والراحة.

كن واقعيًا بلا المبالغة

اجمع كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالهدف المنشود ، ثم ضع كلٍ منها في المكان التي يُمكنك الاستفادة منها بأقصى درجة دون مبالغة في التوقع من أيٍ منها، فالواقعية تقي عملية التخطيط العديد من الإخفاقات المتوقعة، وكذلك احرص على وضع الأهداف الواقعية القابلة للتحقيق لتستطيع تنفيذها بسهولة ودقة، بعيدًا عن المبالغة في الآمال والأحلام، وهي أهم شروط التخطيط الجيد للتميز والنجاح.

المرونة تضمن لك نجاح التخطيط الجيد

الخطة المرسومة لتحقيق هدف معين يجب أن تتسم بقدر من المرونة وتعدد الخيارات، لتفادي أي معوقات تظهر فجأة أثناء تنفيذها، فهو مخطط قابل للتغير في بعض جوانبه، دون الإخلال بالقوائم الأساسية لعملية التخطيط، فالتوازن في تنفيذ مهام وخطوات عملية التخطيط من أهم المهارات التي يجب أن تتحلى بها لتحظى بالنجاح والتطور، بعيدًا عن الاعتقاد الخاطئ بالثبات والصرامة التي يقود إلى الفشل في كثير من الأحيان.

اختر التوقيت المناسب للبدء

الخطوة الأولى لتنفيذ التخطيط هي الأهم دائمًا، فتحري دائمًا التوقيت المناسب لاتخاذ قرار البدء دون تباطؤ أو تأجيل، لتنطلق منها إلى طريق النجاح، مع الحرص على أن تتسم تلك المرحلة بالبساطة واليسر لتمنحك التشجيع المناسب لمواصلة المسير إلى الغاية من التخطيط، الأمر الذي يُعد من أبرز المهام التي تقع على عاتقك عند المضي قدمًا في إنجاز أحد الأهداف المختلفة.

ضع قائمة بالإمكانيات المتاحة لتحقيق الهدف

ستعمل من خلالها على وضع خطوات عملية التخطيط، تتضمن الوقت المتاح لتنفيذ الخطة، عدد الأشخاص الذي ستستعين بهم، والمهام المطلوبة من كل فرد، الميزانية المحددة لإنجاز ذلك الهدف، مع وضع قائمة أخرى ببعض البدائل التي قد تلجأ إليها أثناء التطبيق، ولا تقتصر تلك القائمة على الخطط بعيدة المدى فقط، بل تستخدم أيضًا للتخطيط لأحد المهام البسيطة والقريبة للحصول على أفضل النتائج.

احرص على قدر من الراحة النفسية والعضوية

وذلك لمنح الجسم والعقل الفرصة المناسبة للتخطيط الجيد بعيدًا عن الضغوط النفسية والإرهاق البدني والعصبي، حيث تؤثر بشكل كبير على وضوح الرؤية والتفكير السليم عند وضع الأهداف وخطوات الوصول إليها، فالحصول على قدر كافٍ من النوم والهدوء النفسي يساعد على صفاء الذهن والإنجاز بأفضل طريقة ممكنة، كما يمكن استشارة أحد المقربين لك أو المحترفين للوصول إلى التخطيط المثالي.

قيم خططك ودون نجاحاتك

من المفيد عند الانتهاء من تنفيذ مخطط ما يرتبط بأيٍ من الجوانب الحياتية أو العملية، عمل تقييم دقيق ورصد وافٍ بكافة النتائج التي تم الحصول عليها، سواء في حالة النجاح أو حتى الفشل، للاستفادة من الجوانب الإيجابية لتلك العملية والوقوف على الجوانب السلبية لتفاديها في الخطط التالية، مع الاحتفاظ بنتائج التجارب الناجحة والتي تعزز الشخصية وتمنحها تحفيزًا كبيرًا للتفاعل بإيجابية مع المواقف المختلفة.

كرر التخطيط الجيد عند الفشل ولا تستسلم

لا تتوقف الحياة عند فشل تجربة معينة أو الإخفاق في تحقيق هدف من أهداف الحياة، ولكن الوقوع في براثن الإحباط والاستسلام هو فشل مضاعف يقضي على كيان الشخص، فالإنسان الناجح الساعي للتميز والرقي لا يستسلم لتجربة لم تأتي ثمارها، بل يستفيد منها في التخطيط للمراحل التالية من حياته، ويحولها إلى دفعة قوية إلى حياة أفضل ونجاحات متتالية.

في الختام، فإن الشخص الناجح هو شخص منظم قادر على التحكم في كافة العوامل المحيطة به وتطويعها في عملية من التخطيط الجيد والمحكم لتحقيق آماله وأمنياته في المستقبل البعيد أو حتى المواقف البسيطة في حياته اليومية، مما يضمن تعزيز شعوره بالإنجاز والتفوق والذي ينعكس على شخصيته بقدر كبير من القوة والثقة بالنفس والتميز.

اقرأ أيضاً: التخطيط للمستقبل ومقومات الشخصية الناجحة

قد يعجبك ايضا