أنواع الذكاء العاطفي

كثيراً ما نسمع عن الذكاء العاطفي ودوره في تطوير جميع جوانب الحياة؛ كأهم وأبرز المهارات التي تقود للنجاح، فما هو على الحقيقة؛ وما هي أنواع الذكاء العاطفي؟ وكيف يساعد على التقدم وتطوير الذات، والنجاح بالعمل، والدراسة، وأهم علامات تواجده عند الأطفال؟ وطرق تنميته؛ هذا ما سوف نعرفه بالتفصيل عبر هذا الموضوع.

ما هو الذكاء العاطفي؟

يعرف الذكاء العاطفي بأنه الفهم الجيد للعواطف والمشاعر البشرية، سواءً لنا أو للآخرين، ومدى تأثيرها على النفس، وكيفية التحسين منها والتوظيف لها لتخدم مرادنا وأهدافنا بالحياة بشكل كبير، سواءً للأطفال أو الكبار، بالعمل أو الدراسة أو الحياة اليومية، حيث تستطيع من خلاله السيطرة على السلوك وضبطه، والعمل على نجاح الكثير من الأعمال والعلاقات الشخصية والاجتماعية؛ ذكاءك العاطفي هو ما يمدك بالقدرة على التغيير والتطوير والتحسين للكثير من الأمور لتحقيق النجاح والتميز.

أهم ركائز الذكاء العاطفي مع النفس والآخرين

بدايةً علينا أن نشير إلى أن جميع أنواع الذكاء العاطفي تعد ذكاءً مكتسباً، حيث يمكننا تعلمها وتنميتها واستثمارها لتحقيق الأهداف، يتم هذا عبر زيادة الوعي؛ سواءً الوعي الذاتي أو الوعي لدى الآخرين، مثل معرفة أنواع وأنماط الشخصية، ودوافعها وميولها وأهم ما تشتمل عليه من نقاط القوة والضعف، بالمجمل، فالذكاء العاطفي يرتكز على خمسة ركائز هامة، تفصيلها كالتالي:

معرفة الذات

يقصد بمعرفة الذات؛ الإدراك والمعرفة التامة بما تحتوي عليه صدورنا من مشاعر وعواطف، وكيفية التعبير عنها بالطرق الصحيحة، أو استخدامها بالطرق التي تؤدي للنتائج المرجوة والمنتظرة، حيث يعد الفهم لذواتنا من أهم ما يدفعنا للنجاح والتقدم بشتى مجالات الحياة، سواءً بالعلاقات الاجتماعية، العلاقات الشخصية، الدراسة، والعمل.

إدارة الذات

هي المرحلة التي تنتج عن معرفتنا لذواتنا؛ حيث يتم بها حسن الإدارة والتوظيف لهذه العواطف الدفينة بعد معرفتها، وتوظيفها لتحقيق النجاح والتفوق ونيل الرضا الاجتماعي، والعائلي، حيث تعتبر حسن الإدارة لذواتنا الطريق الصحيح لتحقيق الذات، والوصول للأهداف، لما للمرء من تحكم وتوظيف لعواطفه ومشاعره المختلفة، كالغضب، القلق، الاكتئاب، والخوف، والقدرة على تحويل كل المشاعر السلبية لمشاعر إيجابية فعالة ومنتجة.

التحفيز والتشجيع

تعتبر هذه الركيزة من الأهمية بمكان؛ حيث يعتبر التحديد للأهداف والتصميم علي تنفيذها بالكثير من الطرق الصحيحة المعتبرة من أهم ما يدعم نجاح الوصول إليها، فوجود هدف واضح، ونتيجة محفزة من أهم العوامل المساعدة في السعي الجاد للوصول السريع والآمن، ومتابعة الصبر والتفاؤل عند وجود ما يعرقل المسير.

المعرفة الدقيقة للآخرين

تعد معرفة عواطف الآخرين معرفةً صحيحة، وتقديرها والتعامل بناءً عليها من أسهل الطرق في كسب القلوب، حيث يمكنك الذكاء العاطفي من التعامل المناسب معهم وتلبية احتياجاتهم بكل سهولة.

الإدارة للعلاقات المتنوعة

يساعد التعرف على ذواتنا، وحسن إدارتها، والمعرفة بالآخرين والتعاطف معهم على المزيد من النجاح في العلاقات الاجتماعية المتنوعة، كما يساعد على الكثير من النجاح بالحياة بمختلف جوانبها سواءً بالوسط العائلي أم بالدراسة أو العمل، كما يساعد على الترابط الاجتماعي وائتلاف القلوب، لما لصاحب الذكاء العاطفي من حسن التدبير والإدارة لذاته أو معاملاته مع الآخرين.

أهم أنواع الذكاء العاطفي

تختلف أنواع الذكاء العاطفي وتتنوع؛ حتى تشمل كل جوانب الحياة، فهو الحلقة المفقودة لتحقيق كل نجاح، على المستوى الشخصي والاجتماعي والإداري والتعليمي، فبه تستطيع أن توظف الكثير من المشاعر والعواطف وأماكنها المناسبة والتي تخدم الأهداف المحددة المرجوة بكل سهولة وتميز، فمن المشاهد أن أصحاب الذكاء العاطفي هم المتميزون بشتى مجالات الحياة، وللذكاء العاطفي أنواع كثيرة، من أهمها ما يلي:

الذكاء العاطفي عند الأطفال

لا شك أن الأطفال هم محط اهتمامنا، ومرآة أنفسنا وما نصل إليه من العلم والخبرة، ولأن الذكاء العاطفي يكتسب ويعلم ويتم التدريب عليه، فلا تظن بأن هذا بعيداً عن الأطفال، بل على العكس من ذلك تماماً، حيث يبدأ الطفل بإظهار الكثير من ردود الأفعال العاطفية المختلفة منذ الصغر، من حب وحنان وخوف وقلق، وما إلى ذلك، ولهذا الكثير من الفوائد والأهمية، ولتعليمه الكثير من الطرق.

فوائد الذكاء العاطفي للأطفال

  • المساعدة على ارتفاع معدلات الذكاء عند الأطفال، فالأطفال مرتفعي المستوى من الذكاء العاطفي؛ أذكياء بشكل أكبر بكثير من غيرهم، ولذلك كبير الأثر في التفوق الدراسي، والتميز والنجاح.
  • النشأة الاجتماعية السليمة، والحصول على علاقات قوية مترابطة، سواءً بالعائلة، أم بقدرتهم على تكوين الصداقات القوية، والكثير من العلاقات الناجحة.
  • القدرة على النجاح والتميز وتحقيق التفوق بكافة المراحل الدراسية، والمهارات والرياضات المتنوعة، لذا فتنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال من أفضل ما يدفع بحياتهم بشتى جوانبها لأن تكون حياةً ناجحةً سعيدة.
  • الحالة المزاجية المعتدلة، والمحافظة على الصحة العقلية والنفسية، فمرتفعي الذكاء العاطفي من الأطفال أبعد الناس عن الأمراض العقلية وأقل عرضةً للاكتئاب، وبهذا نربي أطفال متزنين نفسياً وعقلياً، وأقدر على تحقيق النجاح لذواتهم وذويهم ولمجتمعهم والبلاد.

طرق تعزيز الذكاء العاطفي عند الأطفال

يتقدم الذكاء العاطفي عند الأطفال قائمة أنواع الذكاء العاطفي، لما له من أهمية بالغة رغم سهولته وتدرجه منذ ولادة الطفل، حيث بالكثير من الطرق العلمية والنفسية الصحيحة يمكنك تنمية ذكاء طفلك العاطفي، لينشأ نشأةً عقليةً ونفسيةً سليمة، لذا نعرض لكم كآباء وأمهات أهم ما يساعدكم على هذه التنمية للذكاء العاطفي للأطفال، ومن أهمها ما يلي:

مساعدة على التعبير عن مشاعره

يعتبر التعبير عن المشاعر لدى الطفل أولى المهام التي ينبغي للأبوين تعليمه إياها؛ من خلال محاولاتهم التنمية لذكائه العاطفي، والقيام بتعليمه الطرق الصحيحة في تعبيره عما يشعر به؛ دون خوف أو خجل، فالمشاعر المكبوتة تؤذي بقدر ما يتم كتمانها، كما لا ينبغي اللوم والعتاب على الخوف والقلق على سبيل المثال، فاللوم لا يزيل المشاعر ولكن سيدفع للكتمان، بل ينبغي تعليمه الطريقة الصحيحة للتخلص من هذه المشاعر السلبية المؤذية.

اقرأ أيضاً: أهمية مهارات الذكاء العاطفي

معرفة طريقة فهم الطفل الجيد

من الأمور الهامة بتنمية ذكاء الطفل العاطفي التقرب إليه وتقوية العلاقة به بالبداية، حتى يمكن التعرف على مشاعره عن قرب، ومعرفة ما يدور بداخله، وما يحب وما يكره، فالإنسان غالباً يميل للكتمان ولا يفصح إلا لأقرب الناس إليه، والذي ينبغي أن يكون والديه بهذه الحالة، ليمكنهما ذلك من المعرفة لطريقة فهم الطفل ومشاعره، واحتياجاته، وهو من الأمور الضرورية لحل لكل مشكلاته.

تعليم الطفل كيفية تحديد مشاعره وتسميتها

الطفل صفحة بيضاء يخط بها الأبوان كل ما يريدان أن يعلماه إياه؛ لذا ينبغي مساعدة الطفل على تعريفه بمشاعره وتسميتها له، وتعليمه الطرق الصحيحة للتفريق بينهم، وهو ما يساعده بشكل كبير على التعبير عن مشاعره، والتحكم فيها، لتقوده بذلك لغاياته وتنمي من مهاراته.

تعليم الطفل مهارة حل المشكلات

الآن وبعد تعريف الطفل بعواطفه وكيفية التعبير عنها، ينبغي تعليمه الاستفادة منها لحل مشكلاته، وكيفية التحكم بمشاعره السلبية لعدم تعرضه لهذه المشكلات، حيث يقوم الأبوين بتقديم النصائح اللازمة بالمواقف المختلفة، وتدريب الطفل عليها، وتقديم المقترحات.

نصائح لتنمية الذكاء العاطفي للأطفال

  • تدريب الطفل على الكلام عما يمتلكه الإنسان من مشاعر صعبة، كالغضب والخوف، والطرق العملية للتخفيف منها.
  • تدريب الطفل على التعبير عن المشاعر المتنوعة بالوجوه المضحكة أمام المرآة، وعكس هذه العواطف.
  • تقدير الطفل، والثقة والإيمان بما لديه من قدرات على تحمل المسؤولية، وتدريبه على القيام بما يستطيع عمله لنفسه بنفسه.
  • تعريف الطفل بأن هذه العواطف من طبيعة البشر، وهي مقبولةً على ما بها من عيوب ينبغي الحد والتخلص منها.

الذكاء العاطفي بالدراسة وأهميته

يعتبر الذكاء العاطفي بالدراسة من أهم أنواع الذكاء العاطفي، حيث لا يخفى على أحد ما للذكاء العاطفي بالتعليم والتعلم من أهمية كبرى، حيث الفهم السليم للمشاعر والعواطف، والتدريب على التحكم بها، وتحويل السلبي منها لإيجابي دافع للتقدم والتفوق والنجاح، كما تشير الكثير من الدراسات السلوكية والتربوية بالتعليم عن مدى الأهمية البالغة للذكاء العاطفي بالتعليم، والتي يأتي أهمها كالتالي:

  • منح المعلم التوازن والكمال المطلوبين بالشخصية، وللعملية التعليمية الناجحة، وهو ما ينعكس بشكل كبير على تعامله الجيد والمثالي مع الطلاب.
  • حاجة الطلاب للذكاء العاطفي في معرفة الكثير من عواطفهم ودوافعها، وكيفية التحكم فيها، خاصةً المشاعر السلبية، وهو ما يزيد من الثقة بالنفس.
  • رفع مستوى القدرات العقلية والنفسية للاستيعاب الأكبر للمواد الدراسية، والمساعدة على النبوغ وتنمية المهارات.
  • الامتزاج بين ما يملكه الطلاب من العواطف، وقدرات عقلية، وهو ما يقدم المزيد من الدعم لعملية تعليمية ناجحة، حيث تعد الصحة النفسية والعقلية والتعاون بينهما من أهم أساسيات التعلم السليم.
  • البعد عن المشكلات النفسية والكثير من العواطف السلبية المؤدية للعنف، والمخدرات، والكثير من المشكلات.

الذكاء العاطفي بالعمل

لا يرتبط التقدم والنجاح والتميز بالعمل بالمؤهل الدراسي، والتخصص والكثير من الأمور الظاهرية وحسب؛ بل على الكثير من العوامل الهامة الأخرى، منها المهارات المتميزة والقدرة على التميز والذكاء العاطفي الدافع على إدارة النفس، والوقت، والقدرة على التعامل مع الآخرين بشكل سليم، يخدم العمل ويعمل على التطوير منه، حيث يعمل على نقلة نوعية في تقدم العمل وتقوية العلاقة بين الأفراد بداخل المؤسسات، بشكل يقود إلى المراكز العالية المتميزة والفريدة، ويأتي اكتساب الذكاء العاطفي بالعمل عن طريق الطرق التالية:

الإيجابية بالتعامل

عليك دائماً تبني التفكير الإيجابي، والابتسام، وعدم إلقاء اللوم على الآخرين، بل قم دائماً بكل ما يدعم ويعزز من علاقتك بهم، وتقديم الامتنان والشكر، وكن شخصاً إيجابياً بتفكيرك وتعاملك وتصرفاتك، وقم بالتقدير الجيد لكافة الأمور، لتدعم تنمية مهاراتك وذكائك العاطفي.

التحكم الجيد بمشاعرك

يعد التحكم الجيد بالمشاعر من أهداف التعلم للذكاء العاطفي بالأساس؛ والرغبة باكتسابه، فهو ما يساعدك على التمتع بالحكمة بالتصرف، والتعاون مع الآخرين، وحل الأمور المعقدة، وكل ما هنالك من الأمور التي تدعم تقدمك وازدهارك بالعمل، لذا فلابد من عملك على التخلص من كل مظاهر العواطف السلبية، خاصةً بالأوقات العصيبة والأزمات، وهو ما يمنحك القدرة على التفكير الجيد للبحث عن الحلول.

اكتشاف نقاط الضعف وتحديدها

لا يبدأ العلاج إلا بعد تحديد المرض؛ هذا هو الأساس، لذا فلابد من تحديدك لعيوبك بدقة لتستطيع السيطرة عليها والتحكم بها ثم التخلص منها، يمكنك أن تستعين في هذا بالأصدقاء المقربين الموثوق بهم، أو التدوين لهذه الأخطاء والسلبيات ونقاط ضعفك، ثم السعي في معرفة الطرق الصحيحة في التغلب عليها.

الإصغاء للآخرين

لك لسان واحد وأذنين لتسمع أكثر مما تتكلم؛ تذكر هذا جيداً، إذ عليك أن تستمع جيداً للآخرين سواءً الزملاء بالعمل، أو المدراء، ولا تكن ممن يدعي العلم بكل شيء، وأنك وحدك من تعلم الخفايا، فهذا مما يفقدك محبة الآخرين ويوغر الصدور، وهو من أهم أسباب الفشل، وعدم القدرة على تعلم المزيد.

التفكير الجيد قبل التكلم

قد يدفعك الاندفاع والتكلم قبل التفكير للكثير من المشكلات، وهو ما ستتخلص منه تماماً بعد تدريبك وتعليمك لذاتك أهم قواعد الذكاء العاطفي، منها التفكير الجيد قبل النطق بالكلمات، فالكلمة كالسهم إن أطلقت أصابت، خاصةً وقت الغضب والمواقف الصعبة، لذا فلابد من الهدوء والاتزان بالتفكير قبل الحديث والردود والقرارات.

الذكاء العاطفي للقادة بالعمل

لا يولد القادة بهذه الصفة دون سعي وتدبير وتدريب على الكثير من المهارات، وحسن التصرف، والكيفية الصحيحة للتعامل مع المشاعر الداخلية والخارجية، له وللمحيطين به من الموظفين والعملاء، ولما للذكاء العاطفي من أهمية في تحسين العمل وتطويره وتماسك بنيته، فقد يتبع القادة والمدراء بالعمل الكثير من العادات الهامة في تطوير وتنمية الذكاء العاطفي كقادة ومدراء، تمكنهم من المزيد من التحكم بمجريات الأمور داخل العمل، من أهمها ما يلي:

لا يقتصر الذكاء العاطفي على القادة وحسب

ليس هناك جينات وراثية خاصة بالقادة؛ هذا ما عليك معرفته والتسليم به بالبداية، فالجميع يمكنهم كسب المزيد من المهارات وتطويعها لتحقيق التميز بالعمل، كما أن تمرينهم وتدريبهم على الذكاء العاطفي يمكنهم من الوصول السريع للمناصب القيادية والمرموقة، لذلك على القادة الأذكياء دعم تنمية الذكاء العاطفي والمهارات لدى الموظفين والعمال، للمزيد من التقدم والنجاح، والوصول للغايات المرجوة والمحددة مسبقاً.

قوة الصبر مع الكثير من التحمل

يحرص الكثير من القادة والمدراء على التحلي بالصبر والهدوء، والقدرة العالية على التحمل، وهو ما يمنح الوقت للمزيد من التفكير السديد، واتخاذ القرارات الملائمة بعد التروي والتفكير المتزن، يتيح هذا للموظفين العمل بالأجواء الهادئة المناسبة بلا توتر وتعصب من المدراء، وهو ما يساعد على المزيد من الترابط بين كل منهما والسعي المشترك لتقدم بالعمل.

اقرأ أيضاً: ملخص كتاب الذكاء الاجتماعي

أهمية لغة الجسد

يعد الالتفات من القادة والمدراء للغة الجسد وحركة اليدين أمر في غاية الأهمية، فقد يفهم منها ما لم يصرح به الموظف، من مدى رضاه عن بعض القرارات أو رفضه لها رغم ادعائه الرضى، فنسبة كبيرة من الاتصالات “55%” يتم التعبير عنها بحركات ولغة الجسد، فالتفاتك لهذه اللغة يمكنك من الفهم الجيد للموظفين، والسعي لخلق المزيد من التفاهم والرضى عن القرارات المتخذة، أو تعديلها إن لزم الأمر.

التوازن بين العمل والحياة

للتوازن بين الحياة وممارستها وبين العمل وقيادته هو سر من أهم أسرار النجاح، وهو ما يعرفه القادة جيداً، لذا فهم يسعون دائماً لتنظيم أوقاتهم بين العمل وحياتهم اليومية، ليبعدهم هذا عن التوتر والقلق والتعرض للمشكلات، كما يهتمون بممارسة الرياضة والحصول على القدر الكافي من الراحة والنوم للقدرة على إكمال المسير.

الوعي الذاتي

للقادة وعي ذاتي عالي؛ يعملون دائماً على تنميته بالطرق المختلفة، مثل التدوين للكثير من المشاعر والأفكار والكيفية الصحيحة للتعامل معها، والتحكم فيها، وهي من الطرق المستخدمة بأغلب الاحيان في إدارة الفريق والتخطيط للكثير من الإنجازات، والمزيد من النجاح.

التأمل والهدوء

تشير الكثير من الدراسات إلى الارتباط الوثيق بين التأمل والهدوء وبين القدرة على التحكم بالعواطف، وهو ما يساعد على التفكير الهادئ المتزن، خاصةً بالمواقف الصعبة، دقائق من التأمل “10 دقائق إلى ربع الساعة” قد تعطيك وعياً كبيراً وقدرة فائقة على التحكم بالمشاعر والعواطف.

معوقات الذكاء العاطفي بالعمل

  • روتينية الكثير من الموظفين، وعدم سعيهم للتطور والتقدم، والقيام بالمزيد من الأعمال، خاصةً التي لا تندرج تحت مسماهم الوظيفي.
  • عدم القدرة الكافية على فهم الذات وتطويرها والتحكم فيها، لإغفال أهم الركائز التي يعتمد عليها الذكاء العاطفي.
  • عدم تمتع جميع الأفراد والموظفين بالمؤسسات بالذكاء العاطفي، وعدم القدرة الكافية على فهم كل ما يخص عواطفنا ومشاعرنا البشرية.

الذكاء العاطفي في إدارة الوقت

يعتبر هذا النوع من أهم أنواع الذكاء العاطفي على الإطلاق، حيث يعتبر نتيجةً حتمية لذكائك العاطفي في تعاملك مع نفسك وإدارتك لها، ثم يأتي دور التنظيم للوقت والذي يعد دافعاً قوياً لتحقيق الكثير من المهام والإنجازات، وما يحمله هذا الإنجاز من مشاعر إيجابية بالنفس، تدفع للمزيد من الإنجاز للمزيد من المهام وتحقيق الكثير من النجاح والتقدم، والمنع من الفوضى والتشتت، ومن أهم ما يعينك على تنمية مهاراتك بتنظيم الوقت ما يلي:

تحديد الأولويات

سيكون عليك تحديد الأمور التي ينبغي القيام بها باليوم، وتقديم ما هو مهم جداً على ما يقل أهميةً عنه ويمكن تأجيله، مثل تقديم الذهاب للطبيب على سبيل المثال على زيارة الأصدقاء، مع وضع الأمور الروتينية الأساسية اليومية بعين الاعتبار.

التوازن التام بتنظيم الأوقات

عليك بالتوازن بتنظيم الوقت لكافة أمورك واحتياجاتك العقلية والروحية والجسدية، وتنظيم الوقت بين العمل والأعمال المنزلية ورعاية البيت، وكل ما من شأنه أن يسبب لك الكثير من الضغط ويؤدي للانفجار عند تراكمه وإهماله، فتنظيم الوقت بين كل الأولويات بشكل متزن يتيح القدرة على القيام بكل منهم، وهو ما يدفع لتحقيق المزيد من الإنجاز ويحقق الراحة والسعادة الداخلية.

الراحة والنوم وتنظيم الوقت

يتيح الحصول على القدر الكافي من النوم والراحة على استرخاء الجسم، والقدرة على التركيز التام وإنجاز المهام بشكل جيد، حيث تشير الدراسات إلى القدرة العالية على الإنجاز بأوقات الصباح، لذا فتجنب اضطراب مواعيد النوم، واحرص على الاستيقاظ الباكر واستغلال الوقت به لإنجاز الأعمال.

الحياة الخاصة

سيكون عليك أثناء تدريب نفسك على الذكاء العاطفي بإدارة الوقت ألا تنسى حياتك الخاصة، مثل اجراء المكالمات الهامة للاطمئنان على الآخرين، أو مواعيد الزيارة للأهل والأصدقاء، أو ربما الجلوس لمشاهدة ما تحب من الأفلام، فهذا مما يعطي المزيد من الطاقة الإيجابية، ويريح النفس ويحقق التوازن بالحياة، ويدفع للمزيد من العمل.

تجنب الندم على الوقت المهدر

الندم لا يأتي بخير؛ ضع هذا نصب عينيك دائماً، فلا تضع المزيد من الوقت وأنت تندم على بعض الوقت الذي تم إهداره بغير محله، فمن الذكاء العاطفي بتنظيم الوقت ألا تهدر طاقتك في جلد نفسك على ما هدرته من الأوقات؛ بل عليك أن تقوم فتبدأ بإعادة ترتيب أوراقك؛ وتنظيم أوقاتك، لتبدأ من جديد.

المرونة بتنظيم الوقت

كن دائماً مرناً بعملية تنظيم الأوقات، فلا تخف من عدم قدرتك على إنجاز المهام بالوقت المحدد، فقط حاول أن تكون متزناً بالتنظيم، وقدم الأولويات، وحاول إنجاز مهامك بوقتها بكل ما أوتيت من قوة، لتسعد وترتاح بعد تحقيقها، فيدفعك هذا للمزيد من التقدم.

الذكاء العاطفي عند الزوجين

يعتبر الذكاء العاطفي بين الزوجين من أهم أنواع الذكاء العاطفي، حيث يدعم استمرار الحياة الزوجية السعيدة بشكل كبير، فخبرتك في التعامل مع مشاعرك وحسن إدارتك لها يجعل منك شخصاً رائعاً محبوباً، كما يمكنك من معرفة الطريقة المثالية الصحيحة في التعامل مع شريك حياتك، بالكثير من الفهم والتقدير، وللذكاء العاطفي الداعم لهذا الترابط القوي بين الزوجين الكثير من الفوائد منها ما يلي:

  • السعادة المتبادلة بين الزوجين، والقائمة على الفهم والتراحم، وهو ما يعطي كل منهما درجةً عاليةً من الرضا الداخلي.
  • تقدير الذات والآخرين “شريك الحياة” وحسن إدارة الحياة الزوجية وتقديرها، والثقة بالنفس والتي تقود للنظرة الإيجابية بالحياة.
  • يدعم الذكاء العاطفي الزوجين في النظرة الواقعية للحياة، والذي يساعد على حسن تقدير المواقف والأمور، خاصةً عند الأزمات.
  • يجعل من الفرد شخصاً متعاوناً قادراً على التعامل السليم مع شريك حياته، والتحمل التام للمسؤولية، وبهذا يستطيع الطرف الآخر الاعتماد عليه دون الخوف من الخذلان.
  • يساعد الذكاء العاطفي الزوجين على التفاؤل والنظرة الإيجابية والمتزنة للكثير من الأمور بجوانب الحياة المختلفة، والتعامل الهادئ مع الظروف الصعبة.
  • يساعد التدريب الجيد على الذكاء العاطفي من التعاطف بين الزوجين والاهتمام المتبادل، وتلبية الاحتياجات النفسية لكل منها من مواساة، ودعم، وتخطي كل المشاعر السيئة كالغضب والألم والانزعاج.
  • باتزان كل من الزوجين ومهاراتهم بذكائهم العاطفي يستطيع كل منهما أن يكون عند محل ثقة الطرف الآخر، ومحقق لتوقعاته على الدوام.

نصائح هامة لدعم جميع أنواع الذكاء العاطفي

يأتي التعلم الجيد لفن ومهارات جميع أنواع الذكاء العاطفي على أول قائمة النصائح الهامة، حيث يعتبر من أنواع الذكاء المكتسب، واللازم جداً لتطوير الذات وفهمها، ودفعها لتحقيق المزيد من النجاح على جميع المستويات، وفهم الآخرين والتقدم بشتى المجالات، مستعينين في ذلك بالكثير بما قدمنا من معلومات هامة عبر هذا المقال، إضافةً إلى القراءة الجيدة والبحث، مع إمكانية الاستعانة بالمتخصصين في التنمية البشرية والمتخصصين، لتقديم المساعدة اللازمة، وتقديم النصائح الهامة ومنها ما يلي:

  • اعتماد الذكاء العاطفي بكل مكوناته وعناصره، كأحد المهارات الضرورية اللازمة عند قبول طلبات التوظيف، إضافةً لكل البنود والشروط.
  • التأكيد على ضرورة الاستثمار بتطوير الذات؛ والسعي لزيادة الوعي، للمزيد من فهم الشخصية وتحديد نقاط ضعفها وقوتها.
  • التمرين الجيد على إدارة الذات والعواطف المختلفة، بالسيطرة الكافية وحسن التوجيه، ومنع السلبي منها.
  • تعليم الطلاب بمختلف الأعمار القدر الكافي من مهارات الذكاء العاطفي، لحمايتهم من الانجراف وراء الانحراف السلوكي والمخدرات.

بالختام؛ يتعدد أنواع الذكاء العاطفي؛ حتى يشمل كافة جوانب الحياة، ليعدل منها، ويعلم كل من فيها أن الإنسان أقوى من الاندفاع وراء مشاعره الغاضبة المتسرعة، وأنه بتحكمه بنفسه أقوى وأنجح مخلوقات الله على الأرض، لقد كرم الله الإنسان بالعقل والتمييز، فعليه أن يكون قادراً بما يكفي على التحكم بنفسه، وتوظيف هذه العواطف للمزيد من النجاح والتقدم، ليستحق تكريم الله له بأن جعله خليفته في الأرض.

اقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي عند المرأة وأهميته وأهم مميزاته

قد يعجبك ايضا