طرق تقوية الشخصية الحساسة

الآن ستتعرف على طرق تقوية الشخصية الحساسة، والكيفية الصحيحة في التعامل معها، بعد أن نلقي الضوء على الكثير من النقاط الهامة خلال هذا المقال، فكل منا يولد بشخصية مختلفة عن الآخرين، بها الكثير من نقاط الضعف والقوة، وقد يظن الكثير أن الشخصية الحساسة ضعيفة، إلا أنها عكس ذلك تماماً، غير أن بها بعض الصفات التي تحتاج إلى المزيد من التحكم.

أهم صفات الشخصية الحساسة

الشخصية الحساسة ليست شخصيةً ضعيفةً بل على العكس من ذلك تماماً، إلا أن بها بعض الصفات التي تحتاج للمزيد من التحكم من أصحابها، لذا وقبل التعرف على طرق تقوية الشخصية الحساسة، علينا أن نتعرف أولاً على صفاتها بما فيها من إيجابيات وسلبيات.

إيجابيات الشخصية الحساسة

  • حب الروحانيات، والخيال الرائع، والقدرة على الإبداع.
  • القدرة العالية في حل المشكلات، والفضول الإيجابي الدافع للمزيد من التقدم.
  • التعاطف مع الآخرين وفهمهم، وعشق الطبيعة والموسيقى.
  • الواقعية والموضوعية، والتدقيق في التفاصيل.
  • حب الصدق والأمانة، والشعر وفنون الأدب، لما يتمتعون به من طاقة إبداعية عالية.
  • الاهتمام بالحاضر، وعدم الالتفات للماضي، إلا بالقدر الذي يستفيد به من التجارب السابقة.

سلبيات الشخصية الحساسة

  • التأثر الكبير بآراء الآخرين، والتفكير بها ووضعها عين الاعتبار طوال الوقت.
  • سرعة الاستجابة للمحفزات الخارجية والانزعاج من الأصوات العالية والموسيقى الصاخبة، وهو ما يتسبب بالعصبية.
  • تأنيب النفس والإحساس بالذنب طوال الوقت، وهو ما يسلب الراحة ويؤرق النوم.
  • الوهم المرضي، الذي يوقعه بالمخاوف الكثيرة وغير الواقعية.
  • الإشفاق على النفس، والشعور بالوقوع ضحيةً أغلب الوقت.
  • الانفعال السريع، وتفسير الكلام بطريقة خاطئة.
  • محاولة الظهور بعكس ما يشعر من ضعف وخوف، لكراهية الشفقة من الآخرين، لذا لا يطلب المساعدة من أحد بالغالب.
  • المبالغة بردة الفعل، والهروب من المواقف ومواجهة المشكلات.

طرق تقوية الشخصية الحساسة

لا تعد الشخصية الحساسة عيباً يلام عليه أصحابها، بل على العكس تماماً، هي تحمل الكثير من الصفات الحسنة، إلا أن المشكلة تكمن في الإفراط بهذا الإحساس، والذي قد يتسبب بالكثير من المشكلات، للتأثر الكبير بالأحداث، والذي قد يسبب الألم والجرح بقلوب من يتصفون بهذه الشخصية، لذا نعرض الآن أهم طرق تقوية الشخصية الحساسة، لدعم وتقوية نقاط الضعف، والتعزيز من نقاط القوة، عن طريق ما يلي:

التعرف على نقاط الضعف والقوة بشخصيتك

بدايةً من المهم جداً التعرف على نقاط الضعف بالشخصية لنقويها بأنفسنا أو بمن يهمنا أمرهم، كذلك فمن المهم للتعرف على الطرق الصحيحة بالتعامل مع هذه المشكلات أو من يعانون منها، وبهذا ندعم نقاط القوة بالشخصية بشكل كبير، فأول خطوات العلاج هو معرفة  الداء وتحديده بدقة، ومعرفة الدواء المناسب.

تنفيذ النصائح ومحاولة العلاج

بعد التعرف الدقيق على نقاط ضعفك، وسبب المشكلات التي تعاني منها يأتي دور محاولة العلاج، والتخلص من مسببات الضعف؛ مثل الخوف، وأنواع الفوبيا، والكثير من الأمور التي قد تراها أكبر من حجمها بكثير. بمحاولات تقوية الشخصية الحساسة يجب وجود الرغبة القوية بمساعدة النفس والتغيير من نمط التفكير والتصرف بالكثير من الأمور،  وغالباً ما تأتي ثمار هذه المحاولات الجادة بوقت قصير.

قوة الإدراك وتقوية الشخصية

عليك أن تقنع نفسك بقوتك الحقيقية الكامنة بداخلك، والتي تمكنك من التحكم بمجريات حياتك، وتخلصك من كل المشكلات، وأنك قوي للغاية تستطيع مساعدة نفسك والتقوية منها بشكل فعال؛ مجرد التفكير بهذا يقوي منك، ويحول ما يدور برأسك لسعي جاد، وتصرفات هادفة بناءة، مساعدة على تقوية الشخصية، ويجعل منها شخصيةً رائعة الصفات؛ تجمع بين الحكمة والقوة وحسن التصرف، والرقة والحساسية بالقدر الطبيعي الغير مؤلم بالحياة.

اقرأ أيضاً: تعرف على أهم صفات الشخصية النرجسية

عدم المبالغة بتقدير حجم الأمور

قد يعطيكِ التقدير المناسب لحجم كل ما يدور حولك الكثير من الراحة والتخفيف من كل ما تعانيه بسبب شخصيتك الحساسة، وقد تكون أولى خطوات العلاج المناسب، فلا ينبغي أن نعيش الكثير من الألم والحزن للكثير من المواقف التي لا تستحق سوى التعلم منها وإن أثرت وأحزنت فيكون هذا لدقائق أو ساعات معدودة، الكثير من الأزمات التي تمر بها الشخصية الحساسة لا تستدعي كل هذا الهم والحزن والمعاناة، ومعرفة هذا يخفف من هذه المعاناة بشكل كبير.

دعم الثقة بالنفس

تدعم الثقة بالنفس تقوية الشخصية الحساسة بشكل كبير، وهي وراء كل نجاح قد يحقق بالحياة، وأساس كل تقدم؛ فبدون الثقة بالنفس لا يمكنك إنجاز أقل وأصغر المهام، وقد تظل بغيابها حبيس الكثير من الخوف والتردد والضعف؛ فالضعف بالشخصية وعدم الثقة وجهان لعملة واحدة.

لذا وجب التعرف على كل الطرق الداعمة للثقة بالنفس والعمل عليها،  مثل تجاهل التفكير بنظرات الآخرين، ورأيهم بك، أو بالكثير من أمور حياتك، أو الخوف من عدم الإنجاز وعدم النجاح وأثر ذلك على آراء الآخرين ونظراتهم إليك، لتتمكن من التخلص من الحساسية المفرطة بالشخصية والكثير من المشكلات التي قد تتعرض لها لهذا السبب.

الإيجابية في التعامل مع النفس

الحديث مع النفس بإيجابية أحد أهم عوامل تقوية الشخصية الحساسة، فإن حدثتها بإيجابية انعكس ذلك على روحك وتصرفاتك، وإن حدثتها بسلبية وأشعرتها بالضعف وعدم القدرة على التصرف، كان لذلك كبير الأثر في فشل محاولاتك بتقويتها، لذا فحديث النفس بإيجابية وقوة وعن مدى ما يستطيع أن يحققه المرء بالفعل من نجاح هو طريقك الأول للوصول لأهدافك.

التصالح مع الأفكار

من الأمور الهامة والداعمة لتقوية الشخصية أن يتصالح الأفراد مع أفكارهم وعواطفهم، وهذا ما يحتاج في الكثير من الأحيان إلى الاستعانة بالطبيب النفسي، لتعديل السلوك الإدراكي، والتخلص من مشكلة التأرجح بالشخصية بين الانطواء وعكسها، وهو ما يعاني منه الكثير، إضافةً لتغيير النظرة للذات لتتحول إلى نظرة إيجابية بناءة ومريحة.

التحديد الواضح والتدريجي للأهداف

ولأن الثقة بالنفس داعمةً جداً في تقوية الشخصية الحساسة نراها تأتي غالباً من تحقيق الأهداف؛ لذا وجب عليك في البداية التحديد الواضح والتدريجي لهذه الأهداف، والتخطيط الدقيق والمسبق لها، وأن تكون هذه الأهداف مناسبةً تماماً لك وقابلة للتنفيذ بالفعل وليست خيالية، فتحقيق الهدف تلو الهدف سيزيد من ثقتك بنفسك، ويدعم قوة شخصيتك، ويمنح روحك الكثير من الإيجابية.

تنظيم الوقت

يعتبر تنظيم الوقت وتقسيمه بين المهام المراد تنفيذها باليوم، وأوقات الراحة والعمل والأعمال المنزلية، والكثير مما يشغل اليوم، من أهم ما يساعد على تحقيق الأهداف وإنجازها، وما ما يدفع للأمام، ويدعم تقوية الشخصية الحساسة بشكل كبير، حيث أن تراكم الأعمال وعدم تحقيق الأهداف يؤثر سلباً على الإنسان، ويحبط مسيرته في إثبات ذاته وتحقيق أهدافه، وهو ما يضعف من شخصيته، خاصةً للشخصيات الحساسة لتأثرها المضاعف بالأحداث، والشعور بالذنب والتقصير، وربما الفشل والإحباط.

مكافأة النفس عند إنجاز المهام

تثبت الكثير من البحوث بعلم النفس أن لمكافأة النفس عند تحقيق الهدف المحدد لها أثر إيجابي كبير على النفس، وهي من الأمور التي تقوي الشخصية وتدعمها، وهي طريقة إيجابية متبعة للناجحين بالحياة، على أن تتناسب المكافأة مع حجم الهدف المحدد كل مرة.

تجنب مسببات الإزعاج والتوتر

يعد الابتعاد عن أسباب التوتر والإزعاج هام جداً لدعم الشخصية الحساسة وتقويتها، ذلك لسهولة الانزعاج والتوتر الذي تعاني منه هذه الشخصية، حيث البعد عن مسببات القلق والتوتر، مثل الأضواء والأصوات العالية والضوضاء، من أهم ما يجب مراعاته لراحة الذات وتقديرها، واحترام حساسيتها، وهو ما يقوي من الشخصية بشكل كبير، ويدعمها في تحقيق الأهداف.

الإفصاح عن المشكلات والتحدث عن الانزعاج

غالباً ما يزيد الكتمان الأمر سوءاً خاصةً مع الشخصية الحساسة، لذا فمن الضروري التحدث عن كل ما تعاني من مشكلات لراحة النفس وتدريبها على التعبير عن المشاعر، وعدم المبالغة بالتأثر داخلياً، وهو ما يساعد على تقوية الشخصية الحساسة ودعمها بشكل كبير، لما يترتب على ذلك من مشورة الموثوق بهم، ومواجهة للمواقف والمشكلات.

طرق تقوية الشخصية الحساسة لدى الأطفال

“النشأة السليمة خير وأسهل من الإصلاح بعد الكبر” هذا ما تربينا عليه منذ الصغر ومما رسخ بالأذهان، لذا فطرق التقوية من شخصية الطفل بالبداية أسهل، وسيكون لك الطفل أطوع، فقط عليك بمحاولة تطبيق النقاط التالية، فهي وصفات سحرية تساعدك بشكل كبير على تنشئة الطفل تنشئةً سليمة، يتلخص أبرزها فيما يلي:

الترابط القوي بين الأبناء والآباء

يبدأ الرابط بين الطفل ووالديه منذ الصغر “بالثلاثة سنوات الأولى من عمره” وتستمر وتقوى عاماً بعد عام، وهو ما يجعل الطفل ذا شخصية مميزة قوية، مستمدةً من قوة الروابط بينه وبين والديه، ليصبح بعد ذلك شخصاً رائعاً قوياً ناجحاً بكل شيء.

التماسك الأسري والحد من التوتر بين الوالدين

يعتبر الترابط الأسري والهدوء المنزلي من مسلمات عوامل القوة بالشخصية للأطفال، فلا توجد مقارنةً بالغالب بين نشأة الطفل بين أبوين متفاهمين، وآخر بين أبوين منفصلين، أو كثيري الشجار والخلاف، حيث يدمر هذا شخصية الأطفال، يحاصرهم الخوف من المستقبل، وعدم الاستقرار، لذا لابد من خفض مستوى التوتر المنزلي، وتجنيب الأطفال الضغط النفسي والمشاجرات، حيث يتيح ذلك استقرارهم النفسي، وقدرتهم على التحصيل، وقوة شخصياتهم بطبيعة الحال، كما يتيح للوالدين حسن الرعاية والاهتمام.

تحسين الوضع الاجتماعي والمادي

يساعد الوضع الاجتماعي والمادي المعتدل على تقوية شخصية الطفل، بما يقدمه ذلك من الحصول على أساسيات الحياة السوية الكريمة، ينتج عن ذلك التعليم الجيد، والتفوق، ونيل الدرجات المميزة، غير أن هذا قد يحدث أيضاً بالكثير من الحالات التي يتوافر لها بعض هذه العوامل والاحتياجات وليس بالضرورة جميعها.

دور عمل الأم في تقوية شخصية الطفل

غالباً ما ينشأ أطفال الأمهات العاملات نشأةً قوية، تساعدهم على النظر للمستقبل من منظور المسؤول، الذي يسعى دائمًا لإنجاز المهام الموكلة إليه، ونيل أعلى المراتب والرواتب على حد سواء، فعمل الأم يفرض عليهم تولي قدراً من المسؤولية، والاعتماد على النفس، وتقوية الثقة بها.

توقع الأفضل من الطفل دائماً

سيكون لرسم الأحلام للطفل، وانتظار الأفضل منه على الدوام دوراً كبيراً في دعم شخصيته وتقويتها، فغالباً ما يسعى الطفل “صاحب النشأة القوية” حينها للجد والاجتهاد؛ واثقاً بنفسه ليحقق أحلامه وأهدافه، حتى لا يذيق والديه مرارة الخذلان.

المساعدة بالأعمال المنزلية

تنمي المشاركة بالأعمال المنزلية، وتولي المهام على نشأة طفل قوي الشخصية، متحمل للمسؤولية، قادر على إنجاز المهام الموكلة إليه بالمستقبل، ليس بنطاق البيت وحسب، بل بالعمل، ومشاركة الزملاء، والعمل ضمن فريق، والقدرة العالية على الإنجاز والتفوق، فقط هي أشياء بسيطة تتطور تدريجياً وفقاً لسن الطفل وخبراته، تجعل منه بالمستقبل رجلاً صلباً لا يستهان به.

تعزيز المهارات الاجتماعية 

تم الإشارة إلى الدور الكبير ومدى الترابط بين كل من تعلم المهارات الاجتماعية المتنوعة وتقوية شخصية الطفل، بدراسة بنسلفانيا على سبيل المثال، والتي أجريت على مدار عشرين عاماً، حيث أجريت على 700 من الطلاب ابتداءً من سن الحضانة إلى الجامعة، وقد أثبتت بالنهاية الدور الكبير لهذه المهارات في تطوير وتقوية الشخصية، والقدرة المميزة في التواصل مع الآخرين، والثقة بالنفس بالشكل الذي يجعل منهم قادة المستقبل.

نصائح هامة لتقوية الشخصية الحساسة

إضافةً للكثير من النقاط الهامة التي تحدثنا هنا والتي تسهم بشكل كبير في تقوية الشخصية الحساسة، والحد من سلبياتها، ودعم الذات من خلال ذلك، فهناك الكثير من الأمور الهامة الأخرى، والتي نوجزها فيما يلي:

  • الحد من تناول مشروبات الكافيين مثل الشاي والقهوة، لما تتسبب به من زيادة التوتر والقلق وسهولة الانفعال.
  • ممارسة التمارين الرياضية المناسبة بشكل منتظم، لتحسين الحالة المزاجية، والتخلص من الطاقة والشحنات السلبية.
  • الحرص على تناول الطعام الصحي، الغني بالفيتامينات والمعادن، مثل الخضراوات والفواكه.
  • التدريب على التحكم بالمشاعر، وعدم الإفراط بها، مثل الحب والكراهية، والخوف والحزن، والفرح، والرغبة، والغضب.
  • عدم الاهتمام المبالغ بآراء الآخرين، خاصةً إذا كانت مخالفةً للقيم والمبادئ والعادات، والتقاليد.
  • البعد عن التفكير السلبي، والتحلي بالصبر لتحقيق الأهداف، مع الكثير من الرضى والتحلي بالهدوء في محاولاتك لتحسينها.
  • وضوح الحدود بالعلاقات المختلفة مع الآخرين، وتحديدها منذ البداية، لتقبل العيوب وسهولة التواصل مع الآخرين.
  • الفهم الصحيح للكثير من العواطف مثل الحب، ولزوم كونه من الطرفين، لتجنب الصدمات والمشكلات العاطفية.
  • التذكير الدائم والمنظم بالشخصية التي تريد أن تكون عليها، والاستعانة بالمنبه والملصقات الورقية في ذلك.
  • عدم تفضيل الآخرين على النفس، مع القدرة على المواجهة الهادئة مع المخطئين بحقك.
  • التوقف عن التدقيق بالتفاصيل والأحداث، وعزل العاطفة عن المواقف والقرارات.

اقرأ أيضاً: ماهي أنماط الشخصية الأربعة

أخيراً، فإن أصحاب الشخصية الحساسة أناس يتميزون بالحس المرهف والعاطفة الجياشة، غير أن للمبالغة بهذه المشاعر له الكثير من المساوئ، التي قد تضر بهم وتسبب لهم الكثير من المعاناة، لذا قمنا بإلقاء الضوء على طرق تقوية الشخصية الحساسة وقدمنا الكثير من النصائح الهامة في ذلك، راجين أن نكون قدمنا لقارئنا العزيز يد العون بالرد على كل ما كان يدور برأسه من تساؤلات.

قد يعجبك ايضا